الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم أنيس هاني

أغنيةُ الرّاعي الأخير

أتيتُ منَ المَعنَى دمًا و ملامِحَا
و هذا المدى" يَمتدُّ فيَّ مذابحَا"
أجيءُ بلا نزْفٍ وجُرحيَ ثائرٌ
وقلبي على الأطلالِ صار نوائِحَا
أسافرُ ماءً للذينَ تصحَّرُوا
و يهوي على الصّحراءِ قلبِي مَسابحَا
تقولُ ليَ الأعْشابُ أنْبتْ بقُربِنا
أقولُ لهَا عُذرًا أتيْتُكِ سائحَا
فلي في الرَّحيلِ المُرِّ سِربُ قبائلٍ
و إنْ جئتُ قبْل الآنِ مثْلكِ نازِحَا
إلى موعدٍ يأتِي و يَرْجعُ خاسِرً
سأُهْدي ضُلوعِي فاجْعليهَا لوائِحَا
لنا موعدٌ كالوردِ يُزهرُ خلسَةً
على عَجلٍ آتيكِ مِنهُ روَائحَا
أنا هكذا كالأُحْجياتِ مُركَّبٌ
فلا تُقنعِيني أنْ أكونكِ واضِحَا
لكِ الآنَ أنْ تأتي غُيومًا وتُمطِري
ولي أنْ أكونَ الماءَ عَذبًا ومالحَا
فمذ كنتُ طفلا كان قلبي مترجِما
لكلِّ لغات المتعبين و شارحا
أَنا لم أَكنْ طفلًا بريئًا ،مَشيتُ حَافيًا ،
كان ذنْبي في الحقيقةِ فادِحَا
كبُرتُ نسيتُ الحُزنَ والحزنُ مثلُنا
سيلعبُ بالكُجّاتِ ،يضحَكُ مازحَا
أنا لمْ أمُتْ ،أحْتاجُ ميتةَ شاعرٍ
وضِحكةَ طفلٍ كي أموتَ مكافحَا
سأُصْغي إلى الموتَى و أحملُ صوتَهم إلى اللهِ
حيث الموتُ صارَ مسارحَا
و أنتَ ألم تكبُرْ؟ فقالَ كبُرتُ في الحُروبِ
وسمَّتنِي المعاركُ فاتحَا
وقومُك ماذا يفعَلونَ بحُزنهِم ؟
يُربونَ دمعًا كيْ يصيرَ فضائحَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى