الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦
بقلم فيصل سليم التلاوي

إلى وردة

إلى الوردة الجورية التي باغتني حبها على حين غرة، بعد أن ظننت أن ينابيع القلب قد نضبت، وأن قطار الشوق والهيام قد فاتني ركبه، فإذا هو قطار لا موعد له، وقد يفاجئك بوصوله ولو في المحطة الأخيرة.

لوردةَ هذا الجــوى والهيام
وهذا الحنينُ وهذا السلام
وهذي المشـــــاعرُ فياضةٌ
تتابع مثل انهمــار الغمام
وطاقات وردٍ وأشذاء عطرٍ
تفوحُ فتُحيي رميم العظام
وشَــــنَّفَ أذني نداءٌ رخيمٌ
رقيقٌ شـجيًّ كسجعِ اليمام
يعيدإلى الشيخ عهد الصبا
فينهل كأس المُنى والغرام
وينفض عـن منكبيه الذي
تراكم من وجـــعٍ أو سقام
جوادٌ يعـــــود لمضمارهِ
يعانــقُ قرطاسهُ والحُسام
فما ضـرَّهُ بُعـــدُ عهدٍ بهِ
ولا هدّهُ منهُ طـولُ المقام
لوردةَ هـــذا الغرامُ الوليدُ
وهذا التشــوقُ والانسجام
وهذي المواويلُ في دفئها
وتنغيمها كهديل الحـــمام
وهذا الرُواءُ السخيُّ البهِيُّ
وهذا الجمالُ البديعُ القوام
وإطلالةٍ عذبةٍ ثــــــــــرَّةٍ
تنير الدُجى مثل بدر التمام
لكِ اللهُ مــن وردةٍ أينعت
تَضَــوَّع منها عبيرُ الخزام
فتبعث في النفس أشواقها
وتوقظها بعد طـــول المنام
تُدغدغها بأريـــــجٍ بهيجٍ
شــهيٍّ بديع الرؤى والمرام
يلذُّ لــــــروحين أن تهنآ
بشهد الرُضابِ وعذب الكلام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى