| سئمتُ ضجيج َ الكون عند نوافذي |
وعدت إلى مثواي ..أقفلتُ بابيا |
| فقررت طرد الشعر ظلما ً وقسوة ً |
وما عدت اخشَ الحب إذ جاء شاكيا |
| سأخرج ُ عريانا لضيف ٍ يزورني |
واشتم جيراني ...واصرخ عاليا |
| سأجمع مزهوا ً شعوبَ تناقضي |
واختار كابوسي حكيما ً وواليا |
| وانصبُ للشيطان ألفَ وليمة ٍ |
فقد صرت بعد اليوم في الشر غاويا |
| لأن ضميرَ الدهر ضاقَ بفكرتي |
وما عادت الأيام ُ تهوى غنائيا |
| لأني ركلتُ الحزنَ من باب غرفتي |
فراح مع الأوهام يمكرُ حاليا |
| لأن أميرَ العشق غادرَ دولتي |
وخلف للحرمان ِ قصرا ً وراعيا |
| دعوني اخبّ ِ البحرَ في جيب سترتي |
واقطع رأسَ الصمت نصرا ً وداعيا |
| وأنسج ُ وجه َ الأرض ِ من رأس إبرتي |
وأمسح ُ وجه َ البدر لو عاد باكيا |
| سأختار ُ في الساحات إحدى قصائدي |
أضاجعها ضربا ً..واظهر ساديا |
| فما عاد بين الناس شيء يقودني |
(وقد كنت قبل اليوم سهلا قياديا)* |
| يؤرشفني الحرمان ُ في كل معجم |
ومكتبة ُ الأيام ضاقتْ بما بيا |
| يحاورني نصفي الذي لم اعشْ به |
ويرعب وجه َ الصمت حرفي...لسانيا |
| حملت بكف القلب مليون َ طفلة ٍ |
يطاردها غول ٌ يخيف اللياليا |
| ورحت أهزُّ الليل َ حتى تساقطتْ |
نجوم ٌ وأقمارٌ فصرتُ سمائيا |
| سأرسم في صمت ٍ تفاصيل َ دمعتي |
فيحسدني (فان كوخ)..وأهزم (داليا) |
| قبائلُ آل الشعر تسكن في دمي |
فأرتاح في خوض الخيالات غازيا |
| أنا نهرُ أفكار ...وينبوع ُ حكمة |
يسيل على صدر الخرافات قانيا |
| وأرض أنا تبكي على باب يتمها |
لأشحذ نخلي ...دجلتي وفراتيا |
| سأبحث عني بين أكوام خيبتي |
وأطلق في الكون ِ الفسيح ِ سؤاليا |
| ليرجع في يوم ٍ وقد صرت ُ كعبة ً |
يطوف عليها الشعرُ عريانَ ...باكيا |
*أصل البيت لمالك ابن الريب التميمي خذاني
| (فجراني ببردي إليكما |
فقد كنتُ قبل اليوم صعباً قياديا) |