الأربعاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
اثنين كنا وصرنا واحداً
جاءتْ إليَّ وفي العينينِ ذا الخجلُ | |
يعلوصِباها جمالٌ ناطقٌ ألِقُ | |
في وجهها الحسنُ كلُّ الحسنِ مضطجِعٌ | |
في الوجنتين ورودٌ زانها العبقُ | |
ضمَّت يديها وأخفت في لآلئها | |
حباً كبيراً ، وعشُّ العشقِ ملتصقُ | |
في صوتها كلُّ لطفٍ كل مأنسةٍ | |
به القلوبُ طريقَ الحب تعتنقُ | |
لكنَّ دمعةَ عينٍ قد كستْ فرحاً | |
بل واكتست تَرَحاً، من بعده الولَقُ (1) | |
قالتْ بهسمةِ حزنٍ: إن لي وجعاً | |
لا زادهُ الدهرُ إلا موجعاً طلِقُ | |
رددتُ: قُولي.. أجيبي، إن لي ألماً | |
أيضاً، وإني كسيرُ الروحِ أختنقُ | |
يا نكهةَ الكرزِ المكنوزِ يا عسلاً | |
قولي بربِّكِ قد أودى بيَ الغسقُ(2) | |
قد غرَّد الهدهدُ المسكينُ في حَزَنٍ | |
يشكونزاعاً لهُ الأبواب تنغَلِقُ | |
أودى بروحي، وألقى فيَّ آفتَهُ | |
حزنٌ ونَوْحٌ وأسرارٌ لها الصَّعَقُ | |
أبقى وحيداً، فلا إنس ولا جنٌّ | |
في كرهِيَ اختلق الأحباب ما اختلقوا | |
يا خمرةً لستُ أدري كيفَ أشربها | |
بالله قولي.. أليسَ الحزنُ مُرتَزَقُ | |
يهوي على القلبِ مثل الصخرِ بل أقوى | |
يبكي العيون دماءً، يختفي الومقُ(3) | |
يأتي إليَّ فَيُبكيني ويقتلني | |
أرى بهِ كل ضعفٍ، إنه الدهقُ(4) | |
قولي، أليسَ لدينا الحزنُ مشتركٌ | |
خوفٌ تلاقى بقلبينا له الأفقُ | |
الحبُّ ساحتنا، والموتُ راحتنا | |
والعشقُ واحتنا، والخوف ذا الرمقُ | |
ماذا نريدُ وفينا الضدُّ يجتمعُ | |
ما كانَ في حب غيرٍ، إنه الشوقُ | |
هذي المواجع تُرسي فيَّ بسمتها | |
تحنوعليَّ بسكناها، كذا الوَدْقُ(5) | |
يكفي فؤادي هواكِ يا منى أملي | |
اثنان كنا، وصرنا واحداً رَتِقُ(6) |
[1]