
مسرحية «صرصور الفنان»

في إطار أنشطتها الفنية والثقافية الموجهة للناشئة، تستعد جمعية مسرح النون والفنون بالفقيه بن صالح لتقديم عرضها المسرحي الجديد للأطفال "صرصور الفنان"، وذلك بالمركب الثقافي بالفقيه بن صالح، في مستهل جولة مسرحية مرتقبة تشمل عدداً من مدن المملكة.
يمثل عرض "صرصور الفنان" قراءة مغربية جديدة ومبتكرة لإحدى أشهر حكايات الكاتب الفرنسي جان دو لافونتين، حيث يُقدَّم العمل بلغة بصرية نابضة بالحياة، مستلهمة من عالم الطفولة، في قالب تربوي مشوّق يستهدف الفئة العمرية ما بين 6 و12 سنة.
يحكي العرض قصة أحد حفدة صرار لافونتين الذي يقرر قلب الطاولة على وقائع الكاتب الفرنسي وتغيير أحداث حكايته الأصلية فيتمرد على وقائعها ويقرر التوقف فجأة عن العزف تاركا الفرصة أمام الأحداث لتأخذ مسارها الطبيعي كما خطط لها كاتبها في انتظار النهاية السعيدة، على الأقل كما يراها لافونتين، من خلال العقاب الذي يناله الصرار الكسول بالموت في فصل الشتاء من الجوع والبرد بعدما قضى فصل الصيف في اللعب واللهو، ليجد نفسه وحيدا في العراء بلا مأوى أو مؤونة.
غير أن وقائع القصة هذه المرة ستأخذ سبيلا مغايرا لما خطط له الكاتب الفرنسي، لتنقلب الأحداث وتجد نمولة، إحدى حفدة نملة لافونتين، نفسها عاجزة عن الاستيقاظ باكرا، وحتى حين تتمكن من ذلك، تكتشف أنها لم تعد نشيطة كما كانت، وأن جسدها أضحى منهكا وطاقتها مستنفذة، مما يمنعها من العمل بجد وتأمين قوتها للشتاء القادم.
ولأول مرة تستشعر نمولة المصير الذي يتهددها، قبل أن تكتشف السر، والوصفة السحرية التي كانت وراء النشاط والجدية والحيوية المعروفين عن عائلتها.
ما يميز هذا العمل أنه يُقدّم، ولأول مرة، الصرار في دور البطولة بصوتٍ داخلي يعكس تحولات وعيه، ويكشف عن البُعد الإنساني لشخصيته، بعيدًا عن الصورة النمطية المعهودة. كما يطرح العمل تساؤلات حول الفن، والحرية، والعمل، والاختيار، في سياق حكائي موجه للأطفال بأسلوب ذكي وهادف.
يأتي هذا العرض في إطار مشروع "صرصور الفنان" الذي يشرف عليه المخرج المسرحي محسن زروال، ويهدف إلى ترسيخ حب المسرح لدى الأطفال وتنمية خيالهم الفني، من خلال عرض يجمع بين المتعة البصرية والرسالة التربوية الهادفة.
ويُعد هذا المشروع لبنة جديدة ضمن استراتيجية مركز النون والفنون السوسيوثقافي، الرامية إلى الانفتاح على مختلف الفئات العمرية، وتمكينها من أدوات التعبير الفني، سواء عبر التكوين أو الإبداع أو التثقيف المسرحي، وذلك في سبيل بناء جيل شغوف بالفن ومرتبط بقيمه الإنسانية