

ارحل
لملمْ بقايا خطاكَ الآنَ و ارتحلِ
يا واهمَ الأمنِ في ماضٍ و مُقتبلِ
مِن قبلِ عادٍ و أرضُ العرْبِ آمنةٌ
لكلِّ نبتٍ بها أو سائلٍ خجلِ
يقابلُ الفضلُ فيها كلَّ من وردوا
بغاةُ غوثٍ لهم في كلِّ مُحْتَفَلِ
يطولُ فيها رخاءُ العيشِ في أمدٍ
و لو حيينَا بفضلِ الخبزِ و البللِ
و لو تعادتْ على خُدَّامِنَا أُسُدٌ
تذوقُ من بأسِنا ما قَرَّ بالأزلِ
تاريخُنا عبرةٌ في كل ناحيةٍ
و لو ألِمْنا فما للثأرِ من بدلِ
نثورُ كالويلِ لا تُرجا لنا جُنبٌ
و هدأة الحرِّ منا قمة الجبلِ
و أرضُنا عِرضُنا . عيشٌ لعزَّتنا
أو حفرةٌ نحتمي من كسرة المقلِ
رمادُها جذوةْ تكوي مُحاربَها
و ظلُّها فيئةٌ للواهنِ الوجلِ
و أنتً في غفلةٍ صاغوكَ خنجرَهم
من بعد أن كابدوا الترداد بالفشلِ
فجهزوك و ظنوا أنهم ربحوا
و أبعدوكَ و كم للطردِ من عللِ
و أوهموك بدين لا كتاب لهُ
بأنَّ أرضًا على الميعادِ في أجلِ
و وكلوكَ قتيلا عن مجامعِهم
و يدفعونً لقاءً القتلٍ بالجُمَلِ
ما كنتَ من نسلِهم حتى تكلفًهم
و هم عبيدٌ لمالِ السحتِ و الدجلِ
فما غرامٌ نما في فرط خستهم
و ما يدومُ العطا من غيرِ ما مللِ
فإن تذاكوا على سهو لفرقتنا
و روَّجوا كذبةً خداعةَ المُثِلِ
فقد تعامت عيونٌ في أكابرٍهم
إذا رأونا نخافُ الموتَ في النُّزلِ
و لو تناسوا جَلَتْ من ذُعرِهم رِيَبٌ
عَن كُلِّ جيشٍ لهمْ من خيبةِ الأملِ
نصفٌ طواهُ الثرى’ نارًا تؤجِّجُهُ
و النصفُ من هولَنا قد عاشَ في خبلِ
فارجعْ طريدًا إلى أرضٍ نشأتَ بها
و اجعلْ خطاكَ إلى خيرٍ من العملِ
إنَّا كرامٌ متى حلَّ الودادُ بنا
و غورُ نارٍ على حسَّادِنا الأُوَلِ
و للمتابِ طريقٌ في سماحتِنا
يهنا بها عائدٌ منْ هوةِ الجدلِ