

التيه الأخير
عندما نُثخِنُ في الأرض..
يكون لنا أسرى..
عندما نُضرم الأشواق للبيت
يعود لنا المسرى..
عندما تتساوى الذروتان..
نتحدث عن معاني العدل والحرية.
من البحر إلى النهر..
قطعة واحدة.. لا قطعتان
من بيت لحم.. إلى عسقلان
من باحة القدس.. للخليل
من صحراء النقب للجليل
من الناصرة.. إلى بيسان.
كل المدائن تحمل تواريخ عربية.
من يسلو عن الجراح القديمة؟
من ينسى وجه الجزار؟
أو بعد دير ياسين..
والطنطورة وجنين..
أو بعد كل الجراح..
نتحدث عن تَسْوية؟
أوَ بعد الحرب يجوز الحب؟
أوَ بعد البُغض نعشق؟
أوَ بعد الوَتْر وَصلاً؟
هذه الدوحة.. لا تُسقى بغير الدماء
هذه الأرض غريزة الأحرار
فكُن حرّاً ولا تبالي
كُن حِلّاً من كل صَفَد..
هذه العلة لا تبحث عن دواء
من تَحْدِجُك بِطرف عينها.. تجرَّعْ أكبادها
مرة بعد مرة..
وتحلل من قيود الخوف والعبودية.
سيروا على بركات الله..
غيضوا في ساحات المعارك
اعْقِروا الناطور أولاً..
انْحَروا الجيران..
اصلُبوا السامري.. والإخوة بين يديه..
اقتلوا الذكر والأنثى..
وإن وُجِدَ بَعدُ بينهم خُنثى
اِقطعوا كل يد مُدَّتْ للسلام..
حتى الوأد مباح لكم..
اكفُروا بكل الأوثان العربية
ثم يخلو لكم وجه العدُوِّ..
مكشوفا خلف شجرة غرقد..
هنالك يتعرى أولاد الصهيونية.
فلا ذمة لمن جاء بلا دعوة
لا ذمة لمن يجتاح حوزتي..
ولا براءة لمن يقتحم دارتي..
لا بريء يكسّر جرَّتي..
لا بريء يَرِد نهري..
لا بريء يشرب من بئري بلا إذن..
لا بريء يسرق التين والزيتون من ضيعتي..
احرقوا كل الوجوه الخشبية
واقطعوا كل الألسنة الأعجمية
فهذه البلاد لا تتكلم غير اللغة الفلسطينية.
إن يمسسك القرح
فوَلِّ سلاحك شطر الصدى
ولا تُقسم بغير الإله ناصرا
صوِّب نحوَ كل قناع..
ثم اضغط الزناد..
وحرِّرِ الرصاصة..
فهذا النصر لا يأتي.. إلا..
عبر فوهة بندقية.
امنعوا الموز عن القِردة
دعوهم للسغب..
لا وقت للفرح لدينا.. يا أم يحيى..
دعي وجعك يبتسم..
لا وقت لصُنع الكعك..
سيأتي حينُه..
لا وقت للتسكع في الشوارع القديمة
اقتلوا هذا الشغف..
يد واحدة لا تُصفق..
لكنها تطعن..
تُشعل فتيلا..
ترمي حجرا..
تُسدد الرمي..
تحمل خنجرا..
تقذف رمانة..
ترسم الفزع على وجه البوابة الجليدية
يا يحيى⃰.. الرجال بعدك انبعثوا..
يا ذا يحيى..
اقتل صهيونيا..
وانزع حالة السُّكْر..
من دِنان النبيذ..
اقتل صهيونيا.. واربح قبعة..
اقتل صهيونيا واربح عمرةً إلى الأراضي المقدسة
اقتل صهيونيا واركب صهوة الفرح..
اقتل صهيونيا وتلذذ بحلوى الهلال الخصيب..
اقتل صهيونيا.. واحصل على حبات من أصابع زينب
احصل على قطع من خدود الست..
اقتل صهيونيا واكسب شماغا وكوفية
فغاية القتال أن تُحَرَّر كرامة العرب
على يد فتية من غزة الأبية.
أبكاني الخذْل يا فلسطين..
بكيت حين صُدَّ صوتي..
ورجع الصدى..
هذا سهم.. يا سيدي..
ارم به عدو الله وعدوكم..
اسع لتحرير الوطن..
بكيت حين أمسكه طوق القصر العربي..
فصنع به تحميلة..
ثم البقية تعرفونها..
ثم دسَّه..
تعرفون أين..
ثم قال:
هذا وقت حقن الدماء..
وليس وقت إثارة الفتن..
ثم بكيت مرة أخرى..
لأني لا أجيد غير فعل الطاعة
والبكاء على طلل الخلافة الاسلامية.
حتى الوأد مباح لكم..
أيها الرجال..
البكاء لن يُغير فعلاً
الغناء لا يحرر وطنا..
الشعر أيضا..
لن يُسقط عرشا
وحدها لعلعة الرصاص..
من يصنع الأمل
سِمُوا عدُوَّكم
سموهم من العذاب الأدنى..
دون العذاب الأكبر.
اقطعوا خيوط الكراكيز
اضربوا الأمثلة بالدماء
اِنْكُوا العِدا...
انْكَؤوا أدبارهم..
اعْفوا أثرهم.. أودِعوهم للذكرى
ليعلم الخونة..
أن هذه البلاد كانت..
ولمْ تزل أرضاً فلسطينية.