السبت ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٥
يحكى أن .. الحلقة الثانية
بقلم حسن أحمد عمر

الجمل والجمال

كان هناك فلاح يعمل فى ارض الغير، يبذل جهداً كبيراً ويحصد لأصحاب الارض الخير.
كان يربى عياله بجزء من أجره ويوفر الباقى بغية شراء جمل يستعمله فى الحقول ليحمل عليه القمح والأرز والفول.
وبعد بضعة سنوات مرت بالصعاب والآهات والصبر على الأزمات أخذ النقود التى وفرها وذهب بها إلى السوق وعاد يسحب الجمل الممشوق.
اتخذ الجمل رفيقاً وجعله صديقاً وكان يكرمه أشد الكرم ولا يخيب له عشم ،مقابل ما يقوم به من عمل وما يبنيه عليه من أمل.
يشترى له أحسن العلف حتى لو اضطر للسلف,
ويومياً يستيقظ مبكراً يؤدى فرض الله ويتناول الفطار سريعاً وينظر له الجمل مطيعاً
فيعلف الجمل وفى نفسه يكبر الأمل أن يشترى بعض القراريط بدون سلف أو توريط.
كان الجمل ذكياً وسريعاً وينفذ أوامر صاحبه راضياً مطيعاً ،
لم يتذمر من الشقاء ولم يشكُ من العناء ،مهما ثقلت أحماله وكثرت أشغاله.
وظل هكذا سنين طوال يسير على نفس المنهج والمنوال
يحمل الأثقال ويؤدى كل الأعمال حتى جاء يوم صعب حدث فيه لصاحبه كرب.
إذ مرض الفلاح مرضاً عضال لا يقاومه غير الأبطال
ولكنه اضطر للرقود على غير المعهود
فأرسل إلى صديقه وجاره الذى يفتقد إلى الحنكة والمهاره،
وطلب منه سياقة الجمل وإكمال العمل.
المهم أن يؤدى الغرض حتى يخف الرجل من المرض
ظل الجار يشتم الجمل بأقذع الألفاظ ويضربه بعصيان غلاظ
حزن الجمل وزمجر وعلا صوته وتضجر
وزاد الطين بلة أن الجار ترك الجمل بلا طعام ولا شراب فعانى الكثير من الصعاب
تعامل الجار مع الجمل بغباء وقلة خبره، حتى ضاق الجمل ذرعاً ونفد منه صبره
فانقض عليه باسنانه وفقد صوابه وضاع حنانه
وضربه فى الأرض عدة ضربات أفقدته الوعى كأنه قد مات
وشعر الجمل بعدم الأمان فهرب من المكان .
ذهب الناس إلى صاحب الجمل فأخبروه ،وعن الكارثة التى وقعت حدثوه
ومن شدة مرضه لم يستطع الرد عليهم ولا التحدث إليهم
ولكنه تحامل على نفسه ونهض من فرشه وركب الحمار يتلمس صحيح الأخبار
كان جاره قد نقل إلى المشفى فى حالة إعياء وكأنه لم يعد به رجاء
وعندما اقترب من الجمل الغضبان الثائر كالبركان طبطب على رقبته وقبّل جبهته
فهدأ الجمل وسقطت من عينيه دمعتان وظهرت عليه الأحزان
ونظر إلى صاحبه يشكو إليه ويرجو أن يحن عليه.
فعانقه صاحبه فى شوق واعتذر له عن صدق.

صالة العرض


مشاركة منتدى

  • عض جمل في الهند صاحبه بعد أن ربطه في مكان مكشوف تحت شمس حارقة طيلة يوم كامل، ولم يتركه حتى جعل منه عبرة لكل من يعتبر.

    حدث ذلك في مدينة بارمير بولاية راجستان، أكبر ولايات الهند مساحة. في هذه الولاية سجلت الحرارة يوم الجمعة الماضي رقما قياسيا غير مسبوق بلغ 51 درجة مئوية.

    وقد قاسى الجمل الذي ترك قرب المنزل، وظل واقفا السبت الماضي دون حراك تحت حرارة ملتهبة بلغت 43 درجة مئوية.

    نسي صاحبه أن ينزع رباطه، وانشغل في تبادل الأحاديث مع ضيوفه، وتذكر الحيوان المسكين متأخرا، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، وما أن اقترب منه ليخفف عنه، حتى هاجمه الجمل وعضه في رقبته وظل يرفسه حتى فارق الحياة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى