الاحتفاء بإصدارات شعرية جديدة
صادرة عن منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة
احتفت دار الشعر بمراكش، الجمعة الماضية (14نونبر)، في فقرة جديدة من برنامجها "الديوان"، بدواوين شعرية جديدة للشعراء: حليمة الاسماعيلي وعبدالرحمن احمو وكريم آيت الحاج، والصادرة ضمن سلسلة "إبداعات عربية" عن منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، ضمن التنسيق المشترك مع دار الشعر بمراكش. وتندرج هذه البرمجة، والتي أطلقتها دار الشعر بمراكش ترسيخا للفعل القرائي واحتفاء بالشعراء والشعر المغربي، ضمن البرنامج الشعري والثقافي للموسم التاسع 2025/2026.
دواوين: "نبوءة المرآة" للشاعرة حليمة الاسماعيلي، "أضعتك في مهب البوح" للشاعر عبدالرحمن أحمو، و"ماء بلون الغرق" للشاعر كريم آيت الحاج، تنضاف لسلسلة عناوين إصدارات شعرية ونقدية وترجمات، صدرت عن دائرة الثقافة، وترسخ لمزيدا من التعاون الثقافي لتنضاف لهذه الشراكة مع دار الشعر بمراكش، في فتح كوة على الإبداع الشعري والنقدي والترجمة، لشعراء ونقاد وباحثين مغاربة، ضمن مبادرة مستمرة تسعى الى تشجيع النشر وفتح قنوات جديدة لتداول الكتاب وتعزيز حضور الشعر في المكتبات العربية.
وأكد شعراء "الديوان" على عمق وتفرد مبادرة دائرة الثقافة في دعم الأصوات الشعرية العربية، وفي فتح نوافذ لإصداراتها كي تصل للمكتبات، كما عبروا عن امتنانهم العميق لانفتاح هذه المبادرة على حساسيات وتجارب القصيدة المغربية الحديثة، وعلى مختلف التجارب الشعرية وأجيالها المشكلة لشجرة الشعر المغربي الوارفة.
وشهدت فقرة "الديوان"، تقديم قراءات شعرية وتوقيع لإصدارات شعرية ومشاركة الفنانة حجيبة والفنان محمد آيت القاضي، في المصاحبة الموسيقية. وقرأ الشاعر عبدالرحمن أحمو، من ديوانه "أضعتك في مهب البوح"، قصائد تحتفي بالحب وبالقصيدة في علاقة تواشج مستمرة. في قصيدته "هامش لمتن الحب" يقول: ما عدتَ نَاياً ..../ إذ جفتْكَ ثُقُوبُكْ/ فَلَكَمْ نُسِيتَ.. وَلَمْ تَخُنْكَ نُدُوبُــكْ/ سَلْ قَلْبَكَ الْعَارِي مَتَى أشْرَعْتَهُ؟/ فَأَمَامَهَا سَاعِي الْغَرَامِ يُجِيبُكْ/ فِي لَحْظَةِ التَّحْنَانِ كَانَ لِقَاؤُهَا / حَشْداً مِنَ الْأَحْلاَمِ ...لَيْسَ يَرِيبُكْ/ فِي لَحْظَةٍ قَدَّ الْحَنِينُ سُكُونَهَا/ كَيْفَ ارْتَبَكْتَ وَنَابَ عَنكَ شُحُوبُكْ؟/ كَيْفَ انْتَبَذْتَ مِنَ الْعُيُونِ غَيَابَةً/ والْحُسْنُ حَوْلَكَ وَالْـمَلاَمُ يَشُوبُكْ؟/ كُنْ كَالصَّفَا ثِقْلاً فَرُبَّ عُيُونُهَا/ مِنْ فَرْطِ مَا اشْتَعَلَ السَّوَاد تُذِيبُكْ.
أما الشاعرة المراكشية حليمة الاسماعيلية، فاختارت من "نبوءة المرآة"، نصوصا "عَلَى مَحْمَلِ الْحُبِّ": خُذْنِي عَلَى مَحْمَلِ الْحُبِّ الَّذِي جَرَفَا/ قَلْبِي وَمَا ارْتَدَّ وَقْتُ السَّهْوِ أَوْ وَقَفَا// مَا زِلْتُ أَشْرَبُ مِنْ فِنْجَانِ قَهْوَتِهِ/ مَا أَسْكَرَ الْقَلْبَ أَوْ أَسْرَى بِهِ كَلِفَا// تَغْفُو عَلَى شَفَتِي أَسْرَابُ أَسْئِلَةٍ/ بَاتَتْ تُحَاكِي فُؤَادِي كُلَّمَا نَزَفَا// حَيْرَى تُسَابِقُنِي الأَحْدَاثُ عَاصِفَةً/ والشَّطُّ أَبْعَدُ مِنْ عَيْنَيَّ وَا أَسَفَا// هَلْ فِي الْمَرَايَا خَفَايَا لَسْتُ أَعْرِفُهَا/ أَمِ اخْتَفَى السِّرُّ فِي أَعْمَاقِهَا وَغَفَا ؟// وَبِتُّ سَهْرَى وَفِي كَفَّيَّ كُلُّ مَدًى/ مَازَاغَ عَنْ سِكَّةِ الْمَعْنَى وَمَا انْصَرَفَا.
أما الشاعر كريم أيت الحاج، القادم من تارودانت المدينة العالمية، وأحد متوجي جائزة أحسن قصيدة لدار الشعر بمراكش، فقرأ من "ماء بلون الغرق":
مثل القصيدة في الفؤاد المُرهق/ وكما يمر فتى بدربٍ مغلق// وكما يقول الحزن حين يمر بي/ فلتتخذ جهة بركن أعمقِ/ ودعِ المحيط كما يشاء عُبابُه/ متأملاً في حبه للأزرق/ إنَّ امتدادي ليس يوجع شرحُه/ هل توجع/ المنفى ليالي الزَّورقِ/ أنا عابر للشط دون خريطةٍ/ هل تَمَّ مِنْ شَطّ ببحرٍ ضَيّق.
هو موسم آخر جديد لعناوين وإصدارات جديدة لإغناء المكتبة المغربية والعربية بالعناوين الإبداعية والنقدية، تستقصي أسئلة الشعر وقضاياه، وتترجم فلسفة واستراتيجية النشر، ضمن حريص بليغ من دائرة الثقافة بالشارقة على تشجيع الإبداع العربي بجميع أطيافه، ومواصلة استراتيجية الدائرة في دعم المكتبات العربية بجديد العناوين في مختلف مجالات التعبير الإنساني، وانفتاحا بليغا على أصوات شعرية جديدة.
