الأحد ٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٩

الرقم الصعب في المعادلة الصعبة

بقلم : مأمون شحادة

ما بين الضفة وغزة لا توجد مسافة تفصلهما عن حكايات الأجداد والتضحية والبطولة، تاريخ كله فداء ونضال من أجل أم احتضنت الجميع فابت الهامات السمراء أن تنحني الا لله، من هنا ومن هناك فالكل يعرفهم، بوصلتهم القدس، ومحرابهم طريقه ومداه نحو السماء.

في وقت كانت فيه الشمس تميل للغروب وامامي أبريق الشاي، أجلس تحت شجرة الخوخ ناظرا إلى الشمس وهي تغيب، حينها راودتني الافكار ما بين السؤال وفحوى الاجابة،.. هل أصبحنا نحن الفلسطينيون نبحث عن عالمية قضيتنا وفق ما تقرره الأرقام القياسية لموسوعة جينس، نتسابق اليها بطبق من الكنافة وستة الاف طائرة ورقية تعلو فوق الارض، ونسينا ان هناك ما هو أهم من ذلك، القضية الفلسطينية، التي يتظاهر من أجلها العالم أجمع.

صحيح أن طبق الكنافة حقق رقم قياسي بدخوله موسوعة جينس للأرقام القياسية، لكنه قسم بعد ذلك على الحضور، كل أخذ قطعته ولم يتبق بعد ذلك الا المفعول به، الكنافة،....وكذلك الطائرات الورقية التي علت سماء قطاع غزة دخلت موسوعة جينس كظاهرة تحدث لأول مرة، لكنها سقطت بعد علوها ولم يتبق للعلو الا الرقم القياسي.

إن القضية الفلسطينية اكبر من ذلك بكثير فهي استطاعت أن تدخل الضمير العالمي والتعاطف الشعبي مخترقة في ذلك القلوبوالعواطف، مسجلة اكبر رقم قياسي تحققه قضية عشقها الجميع اقليميا وعالميا، ولكن!!! وفي ظل الانقسام ما بين الضفة وغزة، وصراع الضد والضد البيني ما بين اخوة السلاح وعدالة القضية، سؤال يطرح نفسه... أين نحن الآن؟ وما الذي يحدث؟
هنا نقفونعترف للجميع وكما قال نزار قباني" اهديناك مكان الوردة سكينا"،.. افبعد ذلك نهدي أم احتضنت الجميع مكان الوردة سكينا، الا نتذكر قول ابو عمار" أن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب بل هي معول فلاحومشرط طبيب وقلم كاتبوريشة شاعر"، كذلك قالها الشيخ احمد ياسين" النصر قادم والتحرير قادم..المهم أن نجعل مع دعائنا شيئا من العمل لدعم شعب فلسطين"، وايضا قالها غسان كنفاني" في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبزوالماءوأكف الكدحونبض القلب… إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية"،...يتضح من ذلك ان القضية الفلسطينية، قضية جوهرية تسكن عقولنا وفكرنا ووجداننا، حيث انها تعبر عن شيئ واحد وهو فلسطين، بوابة الشرق وقبلة الثوار ومحط انظار الجماهير شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، الذي يلزمها عمل للمحافظة عليها كقضية يلتف حولها الجميع، عملا وفكرا، وكما قال جمال عبد الناصر"ان النصر عمل والعمل حركه والحركه فكر والفكر فهم وإيمان وهكذا فإن كل شىء يبدأ بالإنسان".

ولكن اين نحن الان من تلك المقولات، هل رميناها!! ام اننا تناسيناها!! في وقت نحن بامس الحاجة اليها، الم نتذكر ان جمال عبد الناصر كان يعرف الليل ولم يتذوق نعمة النوم وهو يحلم مستيقظا بتحرير فلسطين، تلك القضية التي مات من اجلها ولم ينس ان هناك شعب عربي محتل ينتظر فرحة النصر واحتضان العالم العربي، أفبعد ذلك نشظي انفسنا ما بين الضفة وغزة وننسى الماضي،.... بالله عليكم اقرأوا لي المستقبل ان استطعتم؟

إن قضية فلسطين الان تتراوح ما بين التقسيم والسقوط فهي امانة في أعناقكم جميعا، فلا نريدها تقسيما وسقوطا بل نريدها رقما قياسيا في الحفاظ على مصلحة الشعب الفلسطيني لرأب الصدع ما بين الضفة وغزة، وكما اوضح الكاتب الفلسطيني الدكتور ابراهيم ابراش ان" الانقسام خطير، يهدد وحدة المشروع الوطني كمشروع حركة تحرر وطني بهدف واحد وإستراتيجية عمل وطني واحدةويضرب بالصميم قدرة الشعب على الوصول لهدفه الوطني"،.... ولكن، متى يسجل هذا الرقم القياسي؟

إن الشعب الفلسطيني بتوحده يشكل قنبلة ديموغرافية تهدد يهودية الكيان الصهيوني، هذا ما نشره الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني من خلال البيانات التي اصدرها مبينا انه وخلال أعوام قادمة سيتساوى عدد الفلسطينيين مع عدد اليهود المتواجدين على ارض فلسطين،... الذي يعني أن الانقسام الفلسطيني ان استمر على حاله يشكل ضربة موجعة لهذا الرقم القياسي الديموغرافي ان لم يتوحد الشعب الفلسطيني.

أرقام قياسية كثيرة... ولكي نحافظ على مستقبلنا نحن كفلسطينيين يجب علينا ان نحافظ على معادلة الارقام القياسية الفلسطينية والتي تتشكل من كلمات جوهرية، وحدة، واتحاد، ومصالحة، ومصلحة شعب، ومستقبل، وام لا تحتمل ان يتخاصم اولادها،.... معادلة وان كانت صعبة على الحل، لكن مفاتيحها بايدينا.

السؤال هنا، ما الذي نريده؟ وماذا سيكتب التاريخ عنا ان لم نتصالح؟... الجواب لكم يا أهل الحل والربط.........................!!

بقلم : مأمون شحادة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى