

العبيرُ المحرُوق
وفِّرْ عبيركَ فالعبيرُ يماطِلْ
وإليكَ ترحلُ يا ربيعُ قوافِلْ
واركب على سرجٍ بأرضٍ مالهَا
غير الحروبِ لجامُها بجحَافِلْ
وانزل على قدسٍ تجلَّت منزِلًا
في الخافقينِ ربُّها بسلاسِلْ
وامدد يدًا (فالأرضُ ملككَ والسما)
إن راحَ قومي سوفَ يزأرُ سافِلْ
واحزم غدًا فالحربُ قصدك والعدا
إن هانَ عوني سوفَ يجأرُ غافِلْ
وابسط على الأقصى صلاتك كلها
لن تستقيمَ سوى بطعنةِ قاتِلْ
وافرش على الأشقى ظلالك جلها
برصاصةٍ مَقذوفةٍ بأسَافِلْ
وحِّدْ بغزةَ عِزَّها فيمينُها
تبني لها يد العروبةِ حائِلْ
يُضنيكَ نبضي لا يزالُ هائمًا
والصمتُ يعتريكَ ليسَ بزائِلْ
يفديكَ ربي لا يزالُ بقاهرٍ
والقهرُ رغم الذاتِ قد يتجاهلْ
فاهدمْ سجونكَ إن أردتَ قتالَهم
وحشُ الحقيقةِ يستكينُ بزائلْ
واعددْ خيولكَ إن بغيتَ لقاءَهم
فكاظمُ الغيظِ المُهانِ بنائلْ
واحددْ سيوفكَ إن أبحتَ دماءهم
لي في قدومكَ قصةٌ تتماهلْ
واجذذْ رُؤوسًا إن ربحتَ جيدهَا
لي في صمودكَ آيةٌ تتماثلْ
واخسفْ قصوركَ إن أمنت قبورهم
لي في مجيئكَ صفحةٌ تتآملْ
وابرزْ نسوركَ إن بقيتَ تلومهم
لي في حضوركَ رشقةٌ تتمايلْ
مجِّدْ بطعنتكَ العواصمَ سورهَا
لي في عبوركَ مأتمٌ يتكاملْ
قالأمجدونَ الحاضرونَ تواجدوا
لي في عيونكَ مشهدٌ يتآكلْ
فأرومتي العلياءُ دومًا قدسُها
وليَ السيولُ معابرٌ تتمايلْ
والأقدمونَ السابقونَ توحدوا
ماذا أصيرُ وكيفَ يضمرُ كاهلْ ؟؟