الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم رمضان فؤاد السيد وفا

القوة في الاتحاد

كانت قرية (قنتير) تعيش تحت ظلم الجنود البريطانيين، الذين ينهبون المحاصيل ويفرضون الضرائب القاسية على الفلاحين في قلب هذه القرية، يعيش الشاب الشجاع (أحمد)، كان يعمل بالزراعة صباحًا، وبالمقاومة ليلًا.

ذات مساء، بينما كان (أحمد) يجتمع مع أهل القرية في الساقية القديمة، جاء درويش عجوز، جلب معه خبرًا سيئًا: (الإنجليز سيهدمون طاحونة القمح غدًا، يريدون أن نجوع ونعجز عن الكفاح!)

غضب الرجال، وقال أحدهم: (سنحاربهم، لكننا لا نملك السلاح!) إبتسم الدرويش العجوز وقال: (السلاح في عزيمتكم، والقوة في إتحادكم!)

في الليلة ذاتها، فكر (أحمد) في حيلة، فذهب إلى جده، الذي حكى له عن (الفأس الذهبي)، الذي دفنه أجدادهم في كهف قريب، وكان سلاحًا إستخدمه الفلاحون لطرد الظلم عبر العصور.

قاد (أحمد) رجال القرية إلى الكهف، وهناك وجدوا الفأس، لكنه لم يكن من الذهب، بل كان حديديًا قاسيًا، لكن الدرويش إبتسم وقال: (ذهب هذة الفأس هو عدلها، وسحرها في يد الشجاع!)

في صباح اليوم التالي، حين جاء الجنود لهدم الطاحونة، فوجئوا بأهالي القرية واقفين في وجههم، و(أحمد) يحمل الفأس بيد قوية. صرخ الضابط الإنجليزي: (تراجعوا وإلا أطلقنا النار!)

لكن الأهالي لم يتراجعوا، وإنقض (أحمد) بفأسه على راية الإحتلال التي وضعوها فوق الطاحونة، وأسقطها أرضًا، فهجم الفلاحون بالحجارة والعصي، بينما أصوات النساء تعلو من خلفهم بالزغاريد، ووسط الإضطراب، أجبروا الجنود على الفرار.
في المساء، إجتمع أهل القرية حول الطاحونة، والدرويش العجوز يربت على كتف (أحمد) قائلًا:( ليس الفأس هو من صنع النصر، بل قلوبكم التي لا تعرف الخوف!)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى