الخميس ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣
بقلم حسن عبادي

المؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين

عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين مؤتمره الثامن في مدريد / إسبانيا يومي 30/9 و1/10/2023، وذلك تحت شعار الوقف الفوري للإهمال الطبي المتعمد واسترداد جثامين الشهداء، وقام د. نضال الحاج (مسؤول اللجنة المنظّمة للمؤتمر) بافتتاحه وتقديمه.

ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل تصاعد انتهاكات حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية العنصرية المتطرفة، لحقوق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، ومن ضمنهم الأسيرات والأسرى المرضى والمعتقلين الإداريين، وتوجهها لسن وتشريع المزيد من القوانين والقرارات العنصرية بحق الأسرى والمعتقلين، وخاصة قانون الإعدام وغيره من القوانين الجائرة، وفي ظل تصاعد الاضرابات عن الطعام ومعارك الأمعاء الخاوية من أجل الحرية والكرامة، ومقاطعة المعتقلين الإداريين لمحاكم الاحتلال منذ بداية العام الماضي، رفضا لاستمرار اعتقالهم المخالف للقانون الدولي والإنساني، واستمرار انتهاج سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرات والأسرى المرضى ورفض تقديم العلاج المناسب والضروري لهم، إلى جانب استمرار جريمة احتجاز جثامين الشهداء والتي تترك جرحا ومعاناة متواصلة لذوويهم.

شهد المؤتمر حضورا أوروبيا ودوليا واسعا ومتميزا بمشاركة نخبة هامة من البرلمانيين والمحامين والحقوقيين وممثلي الأحزاب وحركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني. وبمشاركة السيد حسني عبد الواحد (سفير دولة فلسطين في إسبانيا)، ووفد هام من الحقوقيين والنشطاء من أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني عام 48، ووفد عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين برئاسة الوزير قدورة فارس، ونادي الأسير، ووفد عن الإعلام الرسمي الفلسطيني برئاسة الوزير أحمد عساف، ورئيس المكتبة الوطنية الوزير عيسى قراقع، ومؤسسات أخرى، وعدد آخر من الحقوقيين في الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم، الذين شاركوا بفعالية في المؤتمر وبمشاركة أسرى محررين، وعدد من ذوي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونخبة هامة من الإعلاميين والصحفيين، وكانت ميلاد وليد دقة صغرى المشاركين.

كما واستمع المؤتمر لرسائل ولشهادات حية من الأسيرات والأسرى الذين تعرضو للاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي والحبس المنزلي، وشهادات ذويهم حول معاناتهم والتي كان لها عميق الأثر لدى المشاركين بالمؤتمر الذين عبروا عن استنكارهم للممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى والأسيرات وعزمهم على التضامن اللامحدود مع قضيتهم العادلة.

كما ناقش إبداعات الأسرى الفكرية والثقافية والأدبية للأسرى، وغيرها من الموضوعات التي تُعنى بشؤون الأسرى.
كرّم التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين خلال أعمال المؤتمر، المحامي الحيفاوي حسن عبادي على جهوده في التواصل الدائم مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وأشاد بمشروعه "لكل أسير كتاب" وجهوده المثمرة بنشر وطباعة مؤلفات الأسرى وإبداعاتهم الثقافية والأدبية.

واستمع المؤتمر للكلمات الشامله الهامة في جلسة الافتتاح التي قدمها الرئيس الفخري للتحالف السيد كريس وليامسون، والدكتور خالد حمد المنسق العام للتحالف، والسيد حسني عبد الواحد، ورئيسة لجنة تنسيق التحالف في إسبانيا MRS. CELIA TIEZ والوزير قدورة فارس، والوزير أحمد عساف المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، وورقة عمل رئيس المكنبة الوطنية السيد عيسى قراقع، وكلمة السيدة سناء دقة زوجة الأسير وليد دقة، وغيرها من كلمات ورسائل الأسرى وذويهم، وكلمات الوفود الدولية والتي شكلت كلها برنامج عمل للتحالف الأوروبي خلال المرحلة القادمة.

تخلّل المؤتمر معرض فنّي بمشاركة العشرات من الفنّانين أشرف عليه الفنان نضال عبد الهادي (وشارك المؤتمر كانز المعرض، الفنان محمد السعدي/ هولندا)، وكذلك معرض خاص شمل مجموعة من صور لأسرى، حيث عبّرت كلّ مجموعة منها عن قضايا الأسرى ومنها قضيّة المرضى، والأسيرات، والأطفال، والمؤبدات أشرف عليه أمجد النجار (رئيس وحدة الإعلام والعلاقات العامة– نادي الأسير).

وقد أكد المؤتمر في ختام أعماله ضرورة تضافر وحشد كافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية من أجل نشر وفضح وإدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين وخاصة النساء والأطفال والمعتقلين الإداريين، والعمل على تكثيف الجهود على الصعيد الدولي لوقف معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، بالتنسيق والتعاون مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى في الوطن وكافة الهيئات الدولية الحقوقية المختصة، وتدويل قضية الأسرى والإسراع في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتسليط الضوء على معاناة الأسرى المرضى، ولتوفير العلاج الطبي الملائم لهم لإنقاذهم من خطر الموت الذي يهدد حياتهم، عبر العديد من الحملات الوطنية والعربية والدولية، ومواصلة الحملة الدولية التي أطلقها التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية والعربية ذات الصلة لدعم نضالات المعتقلين الإداريين، وإطلاق حملة دولية لإدانة سياسة الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الشهداء الأسرى باعتبارها جريمة حرب، وتطوير الجهد الإعلامي للتحالف والتنسيق المشترك مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى داخل الوطن لفضح وإدانة جرائم الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين، وتثمين وتقدير الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي للأسرى والأسيرات، ونشر إصداراتهم، وتقدير الجهود التي يبذلها المحامي الحيفاوي حسن عبادي ومشروعه "من أسير كتاب"، ودعوة كافة المؤسسات المعنية بتقديم الدعم لهذه الجهود الإبداعية للأسرى.

وفي ختام أعماله عبر المؤتمر الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، عن شكره وتقديره للجنة تنسيق التحالف في إسبانيا، ولكل اللجان والأعضاء والأصدقاء والمشاركين في المؤتمر على جهودهم التي أدت الى إنجاحه.
إن التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين وهو يختتم أعمال مؤتمره الثامن ليعبر عن مساندته ودعمه للأسرى في سجون الاحتلال، ويؤكد من جديد أنه سيواصل جهوده من أجل تدويل قضية الأسرى في كافة المحافل الدولية، ومن أجل ملاحقة حكومة الاحتلال وقادتها الذين يرتكبون الجرائم بحق الأسرى. ويعبر التحالف عن عزمه على مواصلة جهوده من أجل تعزيز وتطوير علاقاته مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والبرلمانات في أوروبا وغيرها من دول العالم لمتابعة قضايا الأسرى وتدويل قضيتهم حتى يتم تحررهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الحرية للأسرى والشفاء العاجل للأسرى المرضى والمجد للشهداء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى