الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم
المدينةُ والضباب وبعضُ أسرابِ الذباب
الذباب كثيف والمكان ضيقالمدينة الباردة..المدينة الغائمة من بعيدتسألني لا تتركني أنا الوحيدوالعاشق الصغير بزيه الرثيبتلع الجثث ويلتهم العظامما من دماء على ثوبه المرقّعالسكين يتدحرج على الخاصرةوالبرتقال يتبول خوفاًلا تسأل الموتى عن رائحة عطرهملا تسأل الموتى عن قمصانهم الفخمةلا تسال الذباب عمَ يفعله؟!..**كالبحرِ أقف غريبا استقبل الضيوف رغما عنّيكناطحة سحابٍ أرنو وحيداكالقبر استلقي حزينا اخبئ موتيكمدينة صامتة لا تتكلم أضواؤهاكعلبة سردين فارغة أحمل زيتيتتأملني ...العيون الصامتةالعيون المترقبةالعيون اللامعةالبيوت الموصدة النوافذ والأبواب في الظلامتقول لي لا تفتح جفن السؤالحين يشق صدر المدينة ضجيج الضوءوبعض شظايا الجسد**كثيفُ الألم كالعشبهادئ الصوت كالبحرموشكٌ على الغياب كالليلأتأملُ القارب والمدن البعيدةالبحر والجزر المختبئةتقلع طائرة الذاكرةفأقشر برتقال حزني وأتلذذ بطعم الألمِ**كالمدينة المبحرة ...كالمدينة البعيدة أراقب أضواء الرصيفومومساً تتكلم في هاتفها لتؤرخ يوميات فخذيهاكحافلة قريتي أحمل أكثر مما أحتملكعاصفة تبتلع النسيم ترد ذكراها كلما أمطرتْ قلبيالمدينة تتثاءب في عيني المشرعتينفاذكر انني ما زلت احتفظ بذكراكِيتكسرُ قلبي فيزداد نضارة قلميالشارقة 22-11-2011