

المدينة الكبرياء
في رؤيةِ أنَّني أستطيع
تحت الشَّمسِ الصَّاعدة،
الَّتي لا تعرفُ إلَّا كيفَ تعلو.
وُلدتُ لأصعدَ الجبل.
لأشربَ الضَّوء.
لأدحضَ بِكَفَّيَّ حُجَّةَ الغبار.
لا حجَّةَ لليأسِ أمامَ أكداسِ شظاياي.
أنا القدسُ
المدينةُ الكبرياء
أنكسرُ
أصيرُ هلالاً
فوقَ ذلك الأملِ المكتمل.
جيلاً بعد جيل
رأيتُ اليمامَ المتفحِّمَ في الطَّريقِ إلى كنيسةِ القيامةِ.
ورأيتُ غربةَ الصَّلواتِ في باحاتِ المسجدِ الأقصى.
ورأيتُ آهات يُتمَ اللَّوزِ في نبرةِ الجراد.
تنفّستُ خطواتِ عرباتِ المساء،
وهي تمرُّ على أطرافِ أصابعِها،
مكتظّةً،
بأجسادِ المُهجَّرين.
تغرَّبتُ تحتَ كلمةِ بيت.
عطشتُ تحتَ كلمةِ نبع.
بردتُ تحتَ كلمةِ دفء.
لكن،
بِضعُ خُطواتٍ في مقبرة،
لا تجعلُ من الحُلمِ ميِّتاً.
تقولُ:
غريزةُ البقاءِ المعشعشةُ،
في شريانِ حياتيَ التّاجيّ.
إذن
أيُّها الظِّلُ الأصفرُ المرعبُ الكبير.
في قلبِ هذا الصَّمت
كلمةٌ واحدة:
سيُزهِرُ الرَّبيع.
مكلِّلاً خاصرتي،
برقصةِ العشبِ الطَّريّ.
ومكلِّلاً نهديَّ،
بحليبِ خلودِ هذه الأرض.
عبثاً
أيَّها العدوُّ العدو
مازالت تلاحقُني
لتحرقَ سُلَّمي إلى الغد.
وأنت
فينيقُ يا فينيق
لا شيءَ ينزعُني
من ريشِكَ الحياة.
لا شيءَ يُفقِدُني
تاجكَ المرصَّعَ،
بالنَّصرِ النَّهائي.