

المستوى الأخير
كوبليه:
في الأرياف،
لا تعرف المكافآت معنى المنطقة المحظورة.
جمعتُ النقاط من خراف تُذبح خطأً
وأصدقاء يُحذفون دون إنذار،
قفزتُ بلا مظلّة،
أحمل حقيبة ظهر خاوية
إلّا من بعض الرّقصات.
قالت اللّعبة: أهلاً بك في غزّة.
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان.
كوبليه:
في مركز الدّائرة
كان الطبيب نسخة من أبي،
ينزف من عينه اليمنى،
ويعالج الموتى بمراهم افتراضية،
قال:
أنت مجرّد مشروع لم يكتمل،
والوحوش لا تخرج من بيتها في هذا المستوى.
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان.
كوبليه:
النسخة فشلت.
الإنزال أيضًا.
كلّ طفل أُعيد تحميله
كان يحمل ندبة جديدة،
وذكريات لا تتطابق.
قال النظام:
الذاكرة تالفة،
جرّب إصدارًا آخر من هذا الشهيد.
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان.
كوبليه:
أحد الأصدقاء ترك لي سلاحًا
قبل أن يُحذف من اللّعبة.
قال:
اجمع عشرين نقطة دم
وستفتح غرفة الشاطئ السرّي.
دخلتها،
فوجدتُ حذاءه
حذاء يطفو على سطر أزرق:
(الصديق غير متاح حاليًا).
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان.
كوبليه:
كلّما متّ،
عاد أصدقائي أقلّ وضوحًا،
أكثر كذبًا،
أشدّ صمتًا.
في النّسخة الأخيرة
كانوا جميعًا ضدي.
أطلقوا عليّ الرصاص
وصاحوا:
هذا اللّاعب لا يفهم اللعبة.
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان.
كوبليه:
حين وصلتُ إلى النّهاية،
لم أجد وحشًا،
لا مفتاحًا،
ولا خيارًا للنّجاة.
وجدتُ فقط أمّي
تمسح لوح المفاتيح
وتقول:
انتهت اللّعبة...
كيف ينسى ابني إغلاقها؟
كورال:*
الطّفل في المغارة
وأمّه مريم
وجهان يبكيان...
كوبليه أخير:
لا أحد ضغط على زرّ الحفظ،
أو لعلّ أحدًا
أهمل إشعارات تحديث الجهاز.
*كورال مأخوذ من أغنية "الطفل في المغارة" لفيروز، كلمات جوزيف حرب، ألحان الأخوين رحباني.