

المشاؤون
إلى النازحين من شَمالِ غزةَ إلى جنوبها، ومن جنوبهاَ إلى اللا مكان
.......................
على أيِّ أرضٍ سوف يقضون ليلَهم
وأيِّ سماءٍ سوف تُلقي حبالَها
لقد غادروا نحو النهاياتِ عندما
أضاءت لهم يوماً فمروا خلالَها
نعم غادروا مثلَ العصافيرِ خلسةً
وخلفهم الأشجارُ تبكي ظلالَها
يودعهم حزنُ المحاصيلِ مثلما
تودع أشجارُ القرى برتقالَها
هنا ذات يومٍ كان طفلٌ مشاكسٌ
وبنتٌ على المرآة تُسدل شالَها
وبابٌ إلى الغيب السماويّ مشرعٌ
وصنارة للبحر تلقي سؤالَها
وكانت هنا أمٌّ كآخرِ نجمةٍ
تُعلِّقُ في صمت الليالي ابتهالَها
هنا لم تكن للريح يوماً بدايةٌ
ولم تنكرِ الشُّطآنُ يوماً رمالَها
هنا أثث الإنسانُ فكرةَ بيتهِ
وأهدى لصحراءِ الكلامِ غزالَها
لذلكَ تنمو كلَّ يومٍ حكايةٌ
لترسمَ في الأفقِ البعيدِ انثيالَها
لأنَّ بهذي الأرض لله موعداً
وآياته الأولى بغزةَ قالها
جنوباً ستبدو أولَ الصبحِ ضحكةٌ
وأغنيةٌ في الليل تبدو شمالَها
ستبقى حكاياتُ القطاعِ عصيةً
على كل تاريخٍ أراد اختزالَها
وإن ظلَّ غصنٌ في العراءِ محاصراً
وإن أكلت هذي الحروبُ رجالَها
غدا يكبرُ الزيتونُ رغم حصارهِ
وتملأ "أرضُ البرتقالِ" سلالَها