الثلاثاء ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
منتدى دولي في اليمن لحماية
بقلم عـلـي الـخيـل

المصادر الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور

بمشاركة 155 شخصاً يمثلون 35 دولة عربية وآسيوية وأفريقية وأوروبية
انطلق يوم أمس بالعاصمة اليمنية صنعاء فعاليات المنتدى الأقاليمي الدولي
لحماية المصادرة الو راثية والمعارف التقليدية والفلكلور الذي تنظمه
المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" والمنظمة الإسلامية للتربية
والعلوم والثقافة " الايسسكو" بالتعاون مع وزارة الثقافة

وفي افتتاح الملتقى الذي يستمر خلال الفترة من (4 إلى 6 من تشرين ثاني - نوفمبر )
الجاري 2007م أكد الدكتور على محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أن اهتمام
اليمن بقوانين حماية الملكية الفكرية يعبر عن توجهها الجاد للاندماج في
المنظومة الدولية والتآلف مع التطور العلمي وتقنيات الاتصال وثورة
المعلومات، موضحا الجهود التي تبذلها الحكومة للمحافظة على الفلكلور
والتراث الثقافي والمعارف التقليدية وحمايتها بكل الوسائل الممكنة.

وأشار رئيس الوزراء إلى الميراث الهائل الذي تمتلكه اليمن في جانب
الفنون الشعبية والتعبيرات الثقافية والمعارف التقليدية وإلى ما تتعرض
له من منافسة وفق أحكام السوق، مؤكدا استعداد اليمن للمساهمة في
الحوار الدولي حول هذه القضية للوصول إلى اتفاقية دولية بشأن حماية
أشكال التعبير التقليدي والمعارف التقليدية والموارد الو راثية.

وقال (لقد اهتمت اليمن منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة بحقوق
الإنسان بشكل عام بما في ذلك حقه في التعبير وحرية الفكر والبحث العلمي
والحصول على المعلومات إلى جانب الحقوق الفكرية، موضحا القوانين التي
وضعتها لضمان تلك الحقوق و الحريات والتي منها قانوني الصحافة
والمطبوعات و الملكية الفكرية و ذلك في سياق الخيار الديمقراطي لدولة
الوحدة المباركة).

ونوه رئيس الوزراء بأهمية انعقاد هذا المنتدى الإقليمي.. وقال "
إن اشتراك الجهات الثلاث الوطنية و الإسلامية والعالمية في هذا المنتدى
يضعنا أمام قضية حوارية هامة تنبع أهميتها من العلاقة بين الثقافة
والتراث من جهة، وبين الحماية الفكرية من جهة أخرى وما ينتج عن هذه
العلاقة من تأكيد على أن الثقافة لا يمكن أن تكون سلعة من السلع".

وأوضح أن هذه المسألة ترتبط بالعلاقة بالآخر والاعتراف به
وبثقافته و بإمكانية الحوار معه..وقال : و انطلاقا من ذلك فإن مسألة
الحماية الفكرية لا تقتصر على قضية معينة و تقنية وتشريعية بل هي مسألة
في قلب العلاقة بين الأمم و الشعوب. معبرا عن أمله أن يتم العمل في
الإطار الثقافي العربي من أجل تحقيق رؤية موحدة حول حماية إشكال
التعبير التقليدي والفلكلور والمعارف التقليدية.

من جانبه أشار ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
(إيسيسكو) بالرباط /هادي عزيز زاده / إلى ان اليمن مميزة بحماية إرثها
الثقافي والطبيعي الغني ليس فقط من خلال سياسة بيئية في المناطق
الصحراوية لكن أيضا عبر المواقع و الفولكلور والحرف اليدوية وأيضا
بتشجيع الناس على المعرفة.

منوهاً بأن الشراكة غير المتكافئة في الثروة التاريخية، كنتيجة لتوسع
الفجوة في مجالات المواد العلمية و التكنولوجية الضرورية، سيتسبب في
مخاطر كبيرة للبيئة من خلال تدمير التنوع النباتي و الحيواني في
المواقع الطبيعية.

كما ألقى ممثل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية
(الويبو) بجنيف نائب مدير عام المنظمة السيد / فرانسيس باري / كلمة
أشار فيها إلى أهمية إقامة هذا الملتقى الذي يهدف إلى حماية أشكال
المصادر الو راثية و المعارف التقليدية، و الفلكلور، والذي يدل على
اهتمام الحكومة اليمنية بالتراث والثقافة..منوهاً بأن العولمة جاءت
لازدياد العلاقات الدولية وتشجيع الإنتاج التجاري وفتح مجالات واسعة في
عملية الصناعة والأسواق وفتح الحواجز المغلقة وتنمية المعارف المختلفة.

وأكد ممثل منظمة (الويبو )على أهمية توحيد المعايير وانتاجات
العولمة من أجل إعطاء فرصة أكثر للتبادل المعرفي و أشكال التعبير
الثقافي و المصادر الو راثية و الفلكلور..مشيراً إلى أن الملكية
الفكرية ليست هي الحل لحماية الموروث الثقافي ولكن هي أداة مهمة جداً
لنصل إلى نوع من الموارد الثقافية لحمايتها وهذه ليست مهمة سهلة
ونحن لازلنا نعمل في منظمة (الويبو) منذ أكثر من 10 سنوات وهناك إحباط
لدى بعض الناس فيما يتعلق بعدم التوصل إلى نتائج مرضية وسريعة لحماية
الموروث الثقافي ولكن لا يوجد اليوم أي اتفاقية دولية لحماية الموروث
الثقافي ولكن هناك إجماع دولي للتعاطي معها.

فيما ألقى وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي كلمة رحب
في مستهلها بالمشاركين متمنياً لهم طيب الإقامة في صنعاء، هذه المدينة
التي تجمع في نسيج بنيانها الثقافي و التاريخي المكونات الثلاثة لأعمال
هذا المنتدى، و التي تتمثل في المعارف التقليدية و المصادر الو راثية،
وأشكال التعبير الثقافي التقليدي.. مشيراً إلى أن أسم صنعاء حمل شيئاً
من صناعتها و حرفها المتعددة و أرتبط ميراثها الثقافي بمثل ٍ شهير "
صنعاء حوت كل فن " و لهذا كان أختيار صنعاء مكاناً لإنعقاد هذا المنتدى
ألأقاليمي بشأن حماية المعارف التقليدية و المصادر الو راثية و أشكال
التعبير الفلكلوري.

و أشار وزير الثقافة الى أن الحديث عن أشكال التعبير الثقافي
الفلكلوري في اليمن يعني الحديث عن لوحة زاهية متعددة الألوان
والأبعاد تجمع في داخلها أنماط من فنون العمارة المتآلفة مع البيئة
وتكويناتها، وأشكالاً من الحرف و المطرزات والأحجار الكريمة، ينبعث من
بين ثناياها موسيقى و أشعار الدان و الحميني والزجل و ألوان من الرقصات
الشعبية والتعبيرية المتنوعة.

ونوه المفلحي بأن اليمن وما لها من تراث حضاري عريق، استطاعت
ابتكار الكثير من المعارف التقليدية، مثل علوم الزراعة والفلك وطرائق
الري، وتقنيات الطب الشعبي و العلاج بالأعشاب وغيرها من المعارف التي
تمكن الإنسان بواسطتها من ترتيب شؤون معيشته وتسهيل بقائة سليماً
ومعافى وقادراً على البناء والإبداع، وقد ظلت هذه المعارف تنتقل جيلاً
بعد جيل مثلما ظلت أشكال التعبير الفلكلوري متداولة من الآباء إلى
الأبناء وبقيت محفوظة في الذاكرة والوجدان.

وقال وزير الثقافة " أتوجه بالشكر والتقدير للمنظمة العالمية
للملكية الفكرية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
لإختيارهما اليمن مكاناً للمنتدى، ولما يحمل هذا الاختيار من معانٍ
دالةٍ على غنى وتنوع التراث الثقافي في اليمن..داعياً الجميع إلى
تطوير الدعم ليشمل حماية الملكية الفكرية في مجالات الموروث الشعبي
والمعارف التقليدية والمصادر الو راثية، وندعوا إلى المزيد من الحوار
والتفكير المشترك في هذه القضايا في إطار العمل الثقافي العربي
الإسلامي و أن تتكرر مثل هذه الملتقيات العربية والإسلامية وبمشاركة
مؤسسات المجتمع المدني.

إلى ذلك استعرضت الجلسة الأولى التي إدارتها نهلة حيدر،
ألقى فيها السيد /ويند وندلاند/نائب مدير و رئيس قسم أشكال
التعبير الثقافي والتراث بشعبة الملكية الفكرية العالمية (الويبو) كلمة
قدمت نظرة عامة حول الموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال
التعبير الثقافي التقليدي، و الخيارات للتوصل إلى نتائج على الصعيد
الدولي.
بينما استعرضت الأوراق المقدمة من المشاركين من تونس، والأردن،
تقريراً عن الملتقى ألتشاوري حول الموارد الو راثية و المعارف التقليدية
وأشكال التعبير الثقافي للفلكلور وحق المؤلف، بتونس في حزيران 2007م
بينما استعرض المندوب الأردني التجربة الأردنية في حماية الفلكلور
و الملكية الفكرية و بعض التطورات التي حققته الأردن في هذا الجانب.

بينما استعرض المحور الثاني التجارب الإقليمية والوطنية وكذا
النهوض بأنظمة معارف الشعوب الأصلية وحمايتها و المحافظة عليها في
أفريقيا و التي أثراها السيد غمانويل كوفي اجير ساكي رئيس قسم البحث
والفحص بمنظمة حقوق الملكية الفكرية الإقليمية الأفريقية.
كما استعرض السيد ما نويل روسيس مدير برنامج الشؤون الدولية والتنوع
البيولوجي في جمعية بيرو لقانون البيئة بعض التجارب في حماية المعارف
التقليدية في أمريكا اللاتينية، وقد أثريت الجلسة بالعديد من
المداخلات والنقاشات التي أثراها المشاركون.

وسيناقش المؤتمر ألأقاليمي الدولي على مدى ثلاثة أيام عدداً من أوراق
العمل المقدمة من الدول المشاركة لاستعراض التجارب الإقليمية
والوطنية، والحماية الفعالة لأشكال التعبير الثقافي التقليدي، والتي
يعرض فيها الدكتور أحمد مرسي أستاذ الفلكلور والمأثورات الشعبية جامعة
القاهرة تجربة جمهورية مصر في هذا المجال، كما سيتناول /فينود غوبتا /
رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات مجلس البحث العلمي والصناعي، نيودلهي
التجربة الهندية في توثيق معارف الطب الشعبي.

كما يستعرض السيد منير حنانطي مدير مساعد مركز الموسيقى العربية
المتوسطية، التجربة التونسية في توثيق التراث الثقافي والوكالات
الحكومية والمؤسسات الثقافية، إلى ذلك يعرض وكيل وزير الثقافة لقطاع
المصنفات والملكية الفكرية اليمنية هشام علي بن علي تجربة اليمن في
حماية التراث الوطني، كما سيتناول المحور الثالث تكوين الكفاءات لحماية
المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي،الذي سيقدمه
لمجموعات العمل (ويند وندلاند) نائب مدير ورئيس قسم أشكال التعبير
والتراث الثقافي بشعبة قضايا الملكية الفكرية العالمية (الويبو) بعد
ذلك سيتم تقسم المشاركون الى مجموعة عمل للخروج بنتائج ورؤى موحدة تهدف
إلى حماية وصيانة وتوثيق المأثورات الشعبية والعمل على توثيقها دولياً
لمنع السطو والاستيلاء والاستغلال عليها من قبل الدول المتقدمة والعمل
مع المنظمات الدولية لصياغة قانون دولي يحمي هذه الموروثات الشعبية
والتقليدية التي لا يوجد لها اليوم أي قانون أو حام لها في العالم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى