الأحد ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم فاطمة الحسيني الحربي

الملاك الصغير

لايَغُرَّنَّكَ ابتِسَامي فوجهِي
إنْ بَدَا زاهياً كَلَونِ سَمَاكْ
تحتَ جِفنَيهِ حُرقَةُ العُمرِ تُضْوِي
وإذا الليلُ جَنَّهُ نَاجَاكْ
بحنينٍ كوَقدةِ الصَّيفِ، يُدمِي
كلَّ قلبٍ يُجرُّ في رَمضَاكْ
وبجسمِي النُّحولُ يَرعَى جريئاً
لايَهابُ الصِّبا، ولا عيناكْ
نَكِرَتْ مُقلتي مَلامحَ كفٍّ
نافرٌ عِرقُها كأَيْم الهَلاكْ؟!
بَدني رابَهُ الضَّياعُ حبيبي
أقوامي أم أنَّه مِسواكْ ؟
أَسِنَ القلبُ مُذْ توَّلى ارتواءً
من سُفُوحٍ تَمُجُّ نهرَ نَداكْ
ليسَ من عادةِ المحبِّينَ بوحٌ
بجفاءِ الأرواحِ قبلَ الفكَاكْ
فاعذرِ البوحَ إنْ تمادَى اجتراحاً
ما تمادَى إلاَّ لغَورِ غَلاكْ!
ملءُ صدرِي تهافُتٌ لمسيرٍ
يقفوَ الحظَّ في دروبِ خطاكْ
وإذا الحظُّ مدبرٌ وسرابٌ
خلتهُ اليمَّ في ظما صحراكْ!
شَحَّ برقٌ أثااااارَ زوبعةَ الشَّــــــــوقِ بصدرٍ ما شَاااامَه لولاكْ
سيِّدَ الفِكْرِ، إن تخونَ اللَّيالي
فمِنَ البؤسِ أن تخونَ عُرَاكْ!
ليتني أثقبُ الغيوبَ فأدري
أعَلَى الوجدِ تنطوي أحشاكْ؟؟؟
أنا جرحٌ تفتَّقَ العشقُ عنهُ
ليس يَرفُوهُ غيرُ أسوِ يَداكْ
وطني أنتَ، واغترابي عسيرٌ
فمتى أرتمِي ببرْدِ حِمَاكْ؟
ومتى أهجرُ الأنينَ، فشِعْري
ملَّ من نَوحه على الأشواكْ؟
وضلوعي الغضبى لطَرقِ فؤادي
مَلَّتِ الصمتَ في ضجيجِ العِرَاكْ
وفؤادي السَّجينُ ذو كبرياءٍ
جزَّزَ القَيدَ ، صادَقَ الشُّبَّاكْ
مطرقُ الرَّأسِ في خضوعٍ جليلٍ
ساميَ الطَّرفِ، جامِحٌ عن عُلاكْ
يا ضلوعي إن ألحفَ القلبُ طَرْقاً
اطلقيهِ أخشى يموتُ المَلاَكْ
فالملاكُ الصَّغيرِ ما رَامَ ذنباً
مذ براهُ الإلهُ، مذْ سوَّاكْ
غيرَ ذنبِ الهوى وحبَّ الأماني
وكفى بالهوى، وما أدراك ؟!
أطلقيهِ لعلَّ في الجوِّ سَعْداً
ودَعَيْهِ يسمو مع الأفْلاكْ
يشربُ الضَّوءَ من دموعِ الثُّريَّا
وسهيلَ الذي يُهيْجُ شَوَاكْ
وإذا حَنَّ طيرُكِ الغِرُّ يوماً
انهَرِيهِ لو هَفَّ نحو الشِّرَاكْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى