الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم كمال عبد المحمود محمد

النـمــل

* قبيلة من النمل راقبتها فرأيت قدرة الخالق في مخلوقاته

وراقبـتُ المســـاءَ جـمــوعَ نمــــلٍ
وقــد هجمــتْ علــى خبـــزٍ فتــــاتِ
تــروحُ هنــا وتغــــدو مـن هنــاك
وتخبـــرُ بعــضَــــها عــن مغنـــــماتِ
وتـزدحــمُ الجمــوعُ ببـــابِ رزقٍ
كــما الإنســانِ في زخـــــم الحيـــاةِ
تُهَبـَّــشُ رزقَــــها يــــوما بيـــــومٍ
وزاداً لــلسنــــيــن المـــاحِــــــــلاتِ
وتحمِــلُ من فتــــاتِ الخبــزِ حـــباً
تُجَــرْجِــرُه برغـــــمِ العــارضــاتِ
تعـــــانـدُ كلَّــما سقـــط الفتـــاتُ
وترفــعُــه وتمـــضـــي فـي ثبـــــاتِ
ودونَ القصـــدِ لامسْــتُ التــرابـا
فـفــرَّ النــمــــلُ في كـل الجـــــهاتِ
وبَعــدَ هُـنيـــهــةٍ عــــادت جميــعا
تــراوحُ دون خــوفٍ من عـــــداةِ
لتسعـدَ باكتسـابِ العيـشِ سَعـدا
وتجـــلبـَـه إلــى وكــــر الهبـــــاتِ
وأخــــرى بالغنيــمـة قــد أثـــارت
ضجيــجَ النــمــل يزحفُ بالمــئاتِ
وشقَّت في الجدار طريــقَ وصــلٍ
ولـم تـَهَــــبِ الريــــاحَ الــذاريــــاتِ
وقبـل بلـوغِـــهـا البيــتَ البعيــــدَ
تهـــاوت بالفتــــات إلـى فَـــــــلاةِ
ولم تيـأسْ وقــامت من جــديــدٍ
كما لـو لــم يــكــن مـن عـــاديــاتِ
وعـادت بعــد سقطتِــها بقــــوتٍ
تحـــــدَّتْ بــالعـــزيمـــــة كــــلَّ آتِ
وســارت في اتــئــادٍ واجتــــهــاد
إلى أن أوصلـــت حــب الفتـــــاتِ
لأطفــــالٍ رَجَــــوْها فــي ضُـمـــور
فنــالَــوْا حظـَّـــهــم مـن مغنـــماتِ
بواعـثُ حكمـةٍ جاشت بصـدري
تقــــولُ "اللـــهُ رازقُ كـــلِّ ذاتِ"
عزيمـة نـملةٍ صمدتْ بعــبءٍ
على حملٍ، على الضعفا،ء عاتِ
ولم يكــنِ النحولُ مآلَ عجزٍ
ولا مدعاة جبنٍ أو مِواتِ
تجــلــد يــا ابــنَ آدمَ في الــرزايا
ولا تــركــنْ إلى وهـْــم الشـُكـــاة
إذا نــازلتَ نــازل في صمــودٍ
و كـن دوما على رأس السُّعاة
وصَــوِّبْ في الطـمـوحِ إلى ســـماءٍ
وغـايــاتٍ بـلا حــد تـــؤاتي
فــفي بـذل الكـفاح عظيــمُ فخــرٍ
كــذا شرف الكفاح له ثقات


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى