الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم محسين الوميكي

الْهِجْرَةُ مِنْ غَزَّة إِلَى غَزَّة

نَمشِي عَلَى بَطْنِ
شُيُوخِ الْحَقَارَةِ
نَمْشِي عَلَى رُؤُوسِ
أُمَرَاءِ الْخَسَارَةِ
نَمْشِي عَلَى الشَّوْكِ
وَالْجَمْرِ
نَحْمِلُ بَيْنَ أَكْتَافِنَا الْآلَامَ
وَالْجُروحَ
نَمْشِي نَحْوَ الْأَمَلِ
فِي الزَّحْفِ الْأَكْبَرِ
خَلْفَنَا أحْلَامٌ تَحَطَّمَتْ
وَأَهْدَافٌ تَبَخَّرَتْ
وَأَمَامَنَا أَبْوَابُ الدُّنْيَا فُتِّحَتْ
عَلَى هَذِهِ الْأَرَضِ نَعيِشُ
وَنَحْيَا وَنَمُوتُ
رَغْمَ كَيْدِ الْكَائِدِينَ
عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ نَحْلُمُ
وَنَتَفَتَّحُ وَنَكْبرُ
رَغْمَ ظُلْمِ الظَّالِمِينَ
نَأْخُذُ مِنَ الطُّيُورِ الْعُشْبَ
لِنَصْنَعَ أَعْشاشًا لَنَا
وَلَنْ نَرْكَع
نَمْشِي وَالْقَلْبُ يَعْتَصِرُ كَمَدًا
لَكِنْ نَمْشِي وَفِي الْفَمِ بَسْمَةٌ
نَمْشِي وَالتَّعَبُ يَنْخُرُ عِظامَنَا
لَكِنْ نَمْشِي وَفِي الْيَدِ زَهْرَةٌ
نَمْشِي عَلَى حَدِّ السَّيْفِ
إِلَى الشَّمَالِ نَمْشِي
حَيْثُ زُيِّنَتِ الْأَرَضُ بِدِمَائِنَا
فِي مَوْكِبٍ يُرْعِبُ أَعْدائَنَا
نَمْشِي رَغْمَ مُكْرِ الْمَاكِرِينَ
عَلَى هَذِهِ الْأَرَضِ نَبْنِي مَجْدَنَا
رَغْمَ حِقْدِ الْحَاقِدِينَ
وَالْعَاقِبَةُ لَنْ تَكونَ إِلاَّ لِلصَّابِرِينَ
عَلَى أَرْضِنَا نَتَمَدَّدُ كَالْمَدَى
رَغْمَ الْألَمِ وَالْأُسَى
مِنْ تُرَابِهَا نَعْجِنُ الْخُبْزَ
وَمِنْ هَوَاءِهَا نَصْنَعُ الْعَسَلَ
نَذْرِفُ الدُّموعَ
فَتَعْكِسُهَا فَرَحًا أَنْهَارُ الْمَرَايَا
يَتَسَرَّبُ الْحُزْنُ إِلىَ أَضْلُعِنَا
فَيَغْتَالُهُ الصَّبْرُ فِي ثَنَايَا الزَّوَايَا
نَسِيرُ عَلَى ضِفَافِ الْبَهْجَةِ
نَحْوَ وِلَادَةٍ جَديدَةٍ
وَنَرْمِي خَلْفَنَا نَعِيقَ الْبُومِ
وَنُبَاحَ الْكِلَابِ
وَنَدْفِنُ فِي قُلُوبِنَا غَصَّةَ لَحْمِنَا
وَنَسِيرُ نَزْحَفُ الزَّحْفَ الْكَبِيرَ
وَنُهَاجِرُ مِنْ غَزَّةَ إِلىَ غَزَّةَ الْحَبيبَةِ
وَنَمْشِي رَغْمَ خِيَانَةِ الْخَائِنِينَ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى