

اِنتفاضة الماليه
أو دعوات من سلفادور دا باهيا إلى غزّة فلسطين*
*اِنتفاضة الماليه -بالبرتغاليّة: Revolta dos Malê—وتعرف أيضًا بالثّورة الكبرى وانتفاضة رمضان. كانت تمرّدًا للمسلمين المُستعبدين من ذوي الأصول الإفريقيّة اندلع خلال الحكم الإستعماريّ البرتغاليّ للبرازيل . كان يُطلق على المسلمين في ذلك الوقت اسم "ماليه"، وهو مشتقّ من كلمة "إيمالي" بلغة اليوروبا و التّي كانت تُستخدم للإشارة إلى مسلمي اليوروبا(Yoruba). الاِنتِفاضة حدثت في يوم أحد من شهر جانفي/ يناير عام 1835، خلال شهر رمضان، في مدينة سلفادور دا باهيا ،عاصمة البرازيل من 1549 إلى 1763. ثوّار الماليه تأثّروا كثيرا بنجاح ثّورة المُستَعبدين الهايتيّين ضد الإستعباد والإستعمار الفرنسيّ (1791-1804).
في يوم أحد من يناير البارد،
تحت هلال رمضان،
انتفض مسلموالبرازيل المُستَعْبَدُون،
سور القرآن تخفق في صدورهم المغلولة،
سمعوا همساتٍ عن نور هايتي المشتعل،
ثورة عبيدها السّود كانت كالشّعلة،
لن تنطفئ أبداً.
***
أجساد مُثقلةٌ بأعباء حقول القصب ودموع المياه المالحة،
وأعين متّقدة بين المزارع المغتَصبة،
يُصلّون تحت سماءٍ غريبة،
يحلمون بوطنٍ سُلبوا منه،
الحريّة هواءٍ إفريقيّ صافٍ لا حدود له،
التّاريخ ينطق بأسمائهم اليوروبيّة،
بلا حرج، بلا نفاق.
***
في شوارع سلفادور دا باهيا،
يرتفع إيقاع المقاومة،
طبولٌ بلا صوت، أصواتٌ بلا إذن.
هؤلاء "الماليه" يحفرون الحريّة
في جنبات اللّيل الاستعماريّ.
دماءٌ ورصاص،كالسّكاكين البرتغاليّة الحادّة،
تقطع الأحلام،لكنّ النضّال لا يموت،
يبقى كأغنيةٍ لم تكتمل،ووعدٍ لم يُكتب بعد،
في صفحات الغد،السّلاسل تهتز،
لكنّ لهب الإنعتاق، لا ينطفئ أبداً.
***
سلفادور دا باهيا،
شوارعها تطنُّ كالأجراس،يوم عيد المُستَعْبِدين.
مكافحو الإنعتاق كانوا يعرفون السرّ –
الظّلم خيطٌ هشٌّ جاهزٌ للانفكاك.
والطّغيان بيت عنكبوت هيّن.
***
كبصرة بني العبّاس،
كانت مدينة الظّلم بين أيديهم،
لولا سيوف الغدر، ورصاصات الخذلان.
لكنّ الحرّية لم تمت،
ما زالت حيّة في الشّوارع المخضّبة بالدّماء السّود،
في السّلاسل التّي تئنّ،
في دعوات الماليه التّي تسافر،
من سلفادور دا باهيا،
إلى غزّة فلسطين.
من أجل يوم،تتحقّق فيه الحريّة،
أكثر من مجرّد حلم، يرويه بإيمان جبّار شيخ "روح الرّوح"
لقطط غزّة الجائعة، وروحه الفلسطينيّة،
تحتضر بين يديه.