الأحد ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
بقلم حياة محمود

بداخلي ملحمة

بداخلي ملحمةٌ لا تنتهي
نفسي تُقيمُ كلَّ يومٍ ثورةً
تَهوى الحياةَ حرةً
ترنو إلى أحلامها
تٌسقطُ حكمَ العقل من أفعالها
ثوريةٌ لا تنحني
لكن روحي غامضةْ
تجلسُ دوماً راكدةْ
تبحثُ عن سلامها
توافقُ العقلَ و تحيا عابرةْ
تؤمن حقاً أنها لله يوماً عائدةْ
والقلبُ فيها يقتدي
* * *
نظامُ ذاتي مثلُ ساحات الوغى
نفسي تَقودُ ثورةً باسم الهوى
سلاحُها الفتاكُ قلبٌ حائرٌ
شعارُها "أهوى الحياة لا الردى "
وخصمها روحي التي بالخير دوماً تكتفي
عقلي حليفٌ للهدى
فهو يرى أن الهدى من جوهر الروح أتى
فيه النجاةُ والتقى والروحُ منه ترتوي
وخصمهُ قلبي الذي يحيا بتيهٍ و عمى
يريد للنفْسِ الهوى لكنما يخشى من الروحِ النوى
فتارةً هناك تارةً هُنا
* * *
بداخلي ملحمةٌ لا تنتهي
أصواتُ حربٍ قائمةْ
نفسي لروحي لائمةْ :
يا روحُ قومي و اُنْظُري
هذي الحياة مرةً
من بعدها سترحلي
يصرخُ عقلي غاضباً :
يا نفسُ يكفي لهوً
هذي الحياةُ فجأةً ستنتهي
وأنتِ عنها تُسأَلي
القلبُ يبكي قائلاً :
يا عقلُ يكفي قسوةً
يا نفسُ يكفي لوعةً
يا روحُ فلتتكلمي
فقالت قولها الذي غدا للنفس سهماً صائباً:
"إني هُنا أمانةٌ ِاخترتِ أنت حفظها هل هكذا ستحفظي؟"
النفسُ غضبى ثائرةْ:
يا روحُ بالله ارحمي
ألا تري هذي الحياة كم بها ؟ ، ماذا بها؟ ، ومن بها ؟
تجذبني .. تأسرني .. تعصفني
العقلُ منها ساخرٌ :
هذا متاعٌ زائلٌ يا نفسُ بالله افهمي
قلبي لعقلي:
إنها تفهمُ لكنكَ لا تملكُ أدنى فكرةٍ عن حالنا
نحن نخوض في الحياة ملحمةْ
نحنُ بها ، ليست لنا، لسنا لها .. !
يا سيدي ما ذنبُنا ؟ !
نفسي لقلبي لائمةْ :
لسنا هنا في محكمة
لن تنتهي أيامنا حتى نرى أحلامَنا
و نحنُ لا ذنب لنا
يا عقلُ لا ذنب لنا
عقلي بصوتٍ صاخبٍ:
يا روحُ كوني شاهدةْ
ها قد نَهيتْ
ها قد نَهيتْ
يا نفسُ كوني زاهدةْ
لن تندمي
روحي تُنهي قائلةْ :
"عند الله نلتقي "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى