الثلاثاء ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم لطفي زغلول

بطاقة ذكرى .. لجرح قديم

في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
سافرتُ .. وجرحي أزمانا
ما هنتُ .. ولا وطني هانا
 
وعصا الترحالِ .. تلازمُني
فكأنّا صرنا صِنوانا
 
إن كنتُ نأيتُ .. فقسراً .. لا
حباً في النأيِ .. وهِجرانا
 
القلبُ حزينٌ .. والأحزانُ ..
.. تشدُّ إليهِ الأحزانا
 
والجرحُ عميقٌ .. لا يشفى
جرحٌ قد مسّ الأوطانا
 
سافرتُ .. وما زالَ المشوارُ ..
.. كأنّي أبدأهُ الآنا
 
كابدتُ الغربةَ أشكالاً
وخبرتُ اللوعةَ ألوانا
 
وحملتُ الجرحَ سنينَ سنين ..
شتاتاً .. نفياً .. حرمانا
 
وأنا لي قلبٌ يسكنُني
يرهقُني عشقاً وحنانا
 
ما أعياهُ الترحالِ .. عنيدُ
العشقِ .. ولا يوماً لانا
 
الدارُ هناكَ .. وكم قاسى
في بُعدِ الدارِ وكم عانى
 
وأريجُ الفردوسِ المفقودِ
يضيءُ رؤاهُ أشجانا
 
ونسائمُ من صوبِ الشطآنِ
يذوبُ شذاها ألحانا
 
يغفو حيناً في حضنِ الحلمِ
ويرجعُ يصحو أحيانا
 
وحبيبٌ لي يحلمُ بلقاءٍ
بعدَ الغربةِ قلبانا
 
ما زالَ لقطرةِ عشقٍ من
كرمِ دواليها ظمآنا
 
والعشقُ لهيبٌ يكبرُ يكبرُ
حتّى يصبحَ بُركانا
 
سافرتُ فما غيّرتُ الركبَ
ولا بدّلتُ العنوانا
 
أنا لي وطنٌ باسمِ ثراهُ
إنّي أتحدّى النِّسيانا
 
فأنا ما زلتُ على ذكراهُ
ليلَ نهاراً .. سهرانا
 
أقسمتُ بأنّي لن أنساهُ
وقد أغلظتُ الأيْمانا
 
وطنٌ في القلبِ .. أنا لولاهُ
كنتُ رماداً ودخانا
 
وطنٌ .. لم أنسَ روابيَهِ
يوماً .. أو أنسَ الشطآنا
 
وطنٌ تختالُ بهِ حيفا
وتعانقُ يافا .. بيسانا
 
وطنٌ ينسابُ على روحي
رَوْحاً .. ويزّهرُ رَيحانا
 
وطنٌ .. علّمني .. كيفَ أكونُ
وأصبحُ حقاً إنسانا
 
صلّيتُ لهُ .. آمنتُ بهِ
قلباً وضميراً ولسانا
 
أتحدّى الدنيا .. أن أنسى
أو تنزِعَ هذا الإيمانا
 
قالوا عربيٌ .. قلتُ بلى
أعتزُّ بتاريخٍ كانا
 
أسياداً أجدادي .. كانوا
غمروا بالمجدِ الأكوانا
 
كتبوا التاريخَ بفيضِ دمِ
الشهداءِ .. وأعلوا البنيانا
 
لم يذروا .. عهـداً لطغاةٍ
أو أبقوا منهم طُغيانا
 
أعلوا الراياتِ .. وصانوها
بالعدلِ .. وأوفوا الميزانا
 
كانوا يا روعةَ ما كانوا
واليومَ امتهنوا الخذلانا
 
باعوا تاريخاً بالأمجادِ
تكلّلَ .. بِالكبرِ ازدانـا
 
والأقصى .. ما زالَ جريحاً
لم يطفىءْ بعدُ النيرانا
 
والقدسُ تئنُّ .. معابِدُها
في الأسرِ .. صلاةً وأذانا
 
وخيامٌ تصنعُ أجيالاً
تترى .. تتحدّى القُرصانا
 
ما زالت تهتفُ .. وتنادي
ايّانَ الصحوةُ .. أيّانا
 
قد طالت غربةُ ايّـارٍ
وتعمّقَ جرحُ حُزيرانا
 
ناديتُ سنيناً .. واعرباهُ
فصمّوا عنّي الآذانا
 
ساحاتُ المجدِ .. بلا فرسانٍ
رحمَ اللهُ الفُرسانا
 
وسيوفُ بني قحطانَ .. نبتْ
واغتالتْ غدراً .. قحطانا
 
وبلادُ العربِ .. يصولُ يجولُ
الغاصبُ فيها نَشوانا
 
أضحى في طرفةِ عَينٍ
للتطبيعِ .. حِماها مَيدانا
 
ودعاةُ سَلامٍ أغرارٌ
قد منحوا الغاصبَ غُفرانا
 
ذبحوا الوطنَ العربيَّ على
مذبحِ صَهيونٍ .. قُربانا
 
أنا باسمِ القدسِ .. هتفتُ بهم
حاشا أن أطلبَ إحسانا
 
باسمِ الأقصى .. ناديتُ لعلّ
لهُ .. في ذمتِهم شانا
 
أخشى يوماً أن يعلو فوقَ
ثراهُ .. عرشُ سليمانا
 
وخليلُ الرحمنِ .. تنادي
من كانَ يجلُّ الرحمانا
 
باسمِ القرآنِ .. إذا ما كا
نوا .. يحترمونَ القرآنا
في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى