الجمعة ٢٤ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم أمينة عباس

بعضهن يرفضن الأدب النسائي

مازال مصطلح الأدب النسائي موضع شك وارتياب بالنسبة للكثيرات من المبدعات، ومازال بالنسبة لبعضهن تهمة تلصق بما يكتبنه.. ومن هنا بقي هذا المصطلح يتأرجح بين مؤيد ومعارض، وسط مناقشات عاصفة في الأوساط النسائية الأدبية بشكل خاص .

دلال حاتم: هناك أدب وموهبة

الكاتبة دلال حاتم تقول ليس هناك أدب نسائي وآخر رجالي، بل هناك أدب وموهبة، مع اعترافها بأن هناك مواقف وقصصاً تكون فيها الكاتبة أقدر على سبر أغوار المرأة لكونها امرأة، كما أن الرجل يكون قادراً على توصيف حالات وضع الرجل أكثر من المرأة على الرغم من وجود نماذج من أدباء استطاعوا الدخول إلى العوالم الأخرى مثل الكاتب يوسف إدريس الذي كان بارعاً في وصف عالم المرأة لكونه طبيباً، وعلاقته مع النساء جيدة، فنجح في سبر أغوار المرأة .

وتستطرد حاتم قائلة : ما يؤخذ على ما تكتبه المرأة أن الهم النسائي مازال موجوداً في كتاباتها، رغم أن هذا الهم هو جزء من هموم عامة، ولا يفترض أن نختصر الهموم في هذا المجال فقط .

د.ناديا خوست: لا توجد مدرسة تدعى الأدب النسائي

برأيي هناك مدارس أدبية في العالم، وبين تلك المدارس لا يوجد مدرسة تدعى الأدب النسائي، وبالتالي يصنف الأدب الذي تكتبه المرأة في مدرسة من هذه المدارس الأدبية التي يشترك فيها النساء والرجال على حد سواء، لأن المرأة إنسان ذات موقع اجتماعي واقتصادي، وذات علاقات إنسانية بالمجتمع الذي نعيش فيه، ومن هذا الأساس تعبر عن مبادئها وعن رؤيتها إلى الحياة، وهي في ذلك تتفق مع بعض الكتّاب، وتختلف مع بعضهم الآخر، لذلك وعلمياً لا نستطيع أن نطلق اصطلاح أدب نسائي نجمع فيه كاتبات مختلفات تماماً في الأسلوب والاتجاه والرؤية الفكرية .

يمكننا أن نستخدم كأسلوب عمل ونقد مفهوم أدب المرأة بدلاً من الأدب النسائي وذلك إذا كان التقييم لدراسة ملامح معينة في واقع معين وبشروط واضحة ومحددة وتحت عناوين واضحة، وهذا ما أقبله أنا، أما مفهوم الأدب النسائي فأنا أرفضه تماماً، وأعتقد أن ترديد هذا المفهوم ليس لزيادة قدر المرأة ورفع شأنها وإنما لتصغيرها وإعادتها إلى الحريم بحريم الأدب النسائي .

القاصة لبنى ياسين: "لا أجد فرقا في الكتابة معياره الجنس بل الاختلاف هنا شخصي تماما"

في البداية يجب أن نحدد معيار التصنيف, أن نقول أدبا نسائيا هل هو تعبير معياره الأسلوب؟ أم الإبداع أم انتقائية المواضيع أم خصائص تبرز في الكتابة النسائية تجعلها مختلفة عن الأدب الذكوري أو الرجالي أو الآخر مهما كان؟؟.

من ناحية الإبداع لا أجد فرقا في الكتابة معياره الجنس بل الاختلاف هنا شخصي تماما, أما من ناحية الأسلوب فقد تكون المرأة اشد حياءً في معالجة أمور العاطفة والجنس واكثر شفافية ورقة في التعبير عن المشاعر التي تنتابها أو تنتاب أبطال قصصها مثلا من نظيرها الكاتب الرجل وبالطبع ستسيطر عليها خصائص شخصية المرأة وخاصة إن كنا نتحدث عن المرأة الشرقية, لنأخذ الغزل مثلا ...قصيدة حب لامرأة تغازل فيها حبيبها تختلف تماما عما يكتبه رجل لحبيبته, فمثلا قد تجدين الكثير من القصائد أو القصص النسائية التي تحمل معنى ( متى سيشعر هذا الرجل بمشاعري ويدنو ويبوح لي بمشاعره) و لكنك لن تجدي مثل هذا الموضوع عند الرجال لأنه هو المعني بالبوح و المصارحة وهذا فارق في شخصية المرأة و الرجل أساسا, نحن لا نخلع شخصيتنا جانبا أثناء الكتابة مهما حاولنا أن نكون حياديين, هناك شئ منا يتسلل خفية بين السطور لكن القارئ يلاحظه بوضوح لذا قد تجدين هذا الفارق في تناول موضوع الحب والعواطف وما إلى ذلك كما في حال تناول موضوع الخيانة الزوجية في قصة كتبها رجل ستجدين تلويحا ما بان تقصيرا لدى الزوجة اجبر البطل على الارتماء في حضن أخرى بينما في قصة تكتبها امرأة ستتعاطف مع الزوجة غالبا وتظهر سمة الخيانة بوضوح وتصفها بشكل قاس.

أما في الهموم الوطنية والإنسانية فلن تستطيعي على الأغلب أن تفرقي بين كتابة امرأة ورجل لأنها هموم إنسانية وهما أمامها سواء تماما لا فرق بينهما.

قد يطرح تعبير أدب نسائي كمعيار تصنيفي كما نقول أدب المهجر مثلا المقصود هنا دراسة آثار النساء الأدبية وخصوصية طرحهن ورؤيتهن للقضايا المطروحة وقلة تواجدهن العددي على الساحة مقارنة بتواجد الرجل, وأنا لا أجد في هذا التعبير من هذا المنظار أي ضير فبالنتيجة هنالك تعابير تصنيفية كثيرة في الأدب كما أسلفت (أدب المهجر, أدب الانتفاضة, أدب النكسة)، وطالما أن المعيار لهذا التصنيف ليس بقصد الإقلال من شأن المرأة بل بقصد إظهار خصوصيتها واختلاف رؤيتها فلم لا اقبله بل وارحب به أيضا؟!.

الروائية د.هيفاء بيطار: ضد أن يطرح هذا المفهوم

د.هيفاء بيطار –وهي طبيبة انتقلت إلى عالم الكتابة في فترة التسعينيات وعرفت بغزارة إنتاجها بين قصة ورواية- فتعترف بأنها ليست ضد هذا المصطلح لاقتناعها بأن الكتابة النسائية لها خصوصيتها كما يمتلك الرجل الكاتب خصوصيته حيث تقول أنا كامرأة عبّرت في روايتي "امرأة من طابقين" عن مشاعر شديدة الخصوصية لا تستطيع أن تشعر بها إلا الأم ولا يمكن للرجل مهما كان قادراً التعبير عنها بصدق، إضافة إلى أن المرأة تفهم العالم بصورة مغايرة لما يراه الرجل، فالمرأة لديها قدرة أكثر على الاحتضان والاستيعاب والتعمق في تفاصيل الأمور، وهذا لا ينتقص من قيمتها إذاً.. أنا مع أن يوجد مصطلح أدب نسائي ولكنني ضد أن يطرح هذا المصطلح على أساس أنه أدنى مستوى من أدب الرجل، وتضيف : أنا عندما أكتب لا أفصل بين كوني كاتبة وامرأة، فعندما بدأت الكتابة كان همي أن أعبر عن هموم ومعاناة شخصية، وبعد انتهاء هذه المرحلة بروايتي "يوميات مطلّقة" لم يعد الهم الشخصي هو محرضي بل أصبح هناك هم عام .

الناقدة الادبية د.ماجدة حمود: "النسوية تعني ما تكتبه المرأة"

يبدو لنا أن مصطلح النسوية مازال يثير تساؤلات كثيرة، منها : هل هناك خصوصية في الخطاب النسوي؟ هل يعني استخدامه تمييزاً مطلقاً بين أدب ذكوري وأدب أنثوي؟ بمعنى هل يقصد من استخدامه التمركز حول الذات الأنوية؟ هل هو مصطلح عادي يختزل دلالات متعددة عبر مفردة أو هو مصطلح بإمكانه أن يحمل دلالات خارجة عنه؟

لذلك مازال استخدامه يثير حساسية دعاة المساواة بين المرأة والرجل، كما يثير استخدام اسم المرأة حساسية التقليديين .

يبدو أن أي مصطلح يخص المرأة لا بد أن يثير الحساسية والجدل، مع أن المقصود من استخدام النسوية التعرف على الإبداع الذي تكتبه المرأة، وتلمّس مدى خصوصيته .

النسوية تعني جملة ما تكتبه المرأة من أدب، ولا شك أن مثل هذه الدراسة التي تحاول أن تختص بأدب المرأة تستطيع أن تمنحنا الدقة في الحكم، وبالتالي فإن استخدام مصطلح النسوية مثله مثل أي مصطلح لا يحمل دلالات تفضيلية، أما عزل أدب المراة عن أدب الرجل فتقتضيه الضرورة المنجية البحتة، ولا يعني الانطلاق من رؤية ضيقة عنصرية غايتها التمركز حول الأنوثة.. هذه الحركة التي شاعت في الغرب وتبنت نظرة أحادية الجانب تغذي العداء بين الجنسين .

صحيح أن الأدب النسوي يتمحور حول العلاقة مع الرجل في أغلب الأحيان، فقد بدا هاجس الإبداع النسوي إبراز خصوصية هذه العلاقة، لكن هموم المجتمع والأمة كانت جزءاً من هم المرأة .

إذن لا يُقصد من استخدام هذا المصطلح الإشادة بتفوق جنس على جنس أو عزل الإبداع النسوي عن الإبداع الذكوري، وإنما الانطلاق من حقيقة الإبداع لا بد أن يكون من نبض المعاناة الخاصة أولاً ثم يكسوه الفنان حلة عامة، ولا شك أن هذه المعاناة تتجلى عبر جماليات اللغة التي يمتزج فيها الفكر والشعور والتخيل، فيتجلى عبرها الشكل الفني، عندئذ نستطيع أن نلمس جماليات خاصة للرواية النسوية التي لخصتها بريجيت لوغار عبر أربعة محاور : "الجنس-إدراك الجسد-التجربة الحياتية-اللغة".

الناقد الادبي د.عبد الله أبو هيف: مصطلح النسوية مرتبط بالتحليل النفسي

ظهر مصطلح النسوية لأول مرة مرتبطاً بالتحليل النفسي ولا سيما في إعادة صياغة نظريات فرويد عند لاكان وسواه، وهذه الإعارة ارتبطت بالوقت نفسه بالحركات النسوية، مما جعل تجليات التعبير عنها متمركزة حول البعد الرمزي أو الدلالي الذي يناهض التمركز حول الذكورة ويتيح آفاقاً لتحقق دعاوى المرأة التي تجد طغياناً وهيمنة للذكورة على الأنوثة، مما يمنع فرص المساواة والفعالية للمرأة في إبداع ذاتها ووجودها، وتظهر مثل هذه التجليات في مجابهة المنطق الذكوري الضاغط على وجود المرأة من منطلق فرويد، ونذكر في هذا الإطار أيضاً إسهاماً نقدياً مميزاً للناقدة هيلين سيكسو في كتاباتها النقدية المسماة "ضحكة الميدوزا" التي أرادت أن تصدر النسوية من عقل نسوي شامل في فهم جسد المرأة وذهنيتها في الوقت نفسه، ونذكر أن ميدوزا امرأة في الأساطير اليونانية كانت كلما وقعت عينها على رجل حولته إلى جماد، وهذا يعني إلغاء الذكورة مجاوزة للنظام الاجتماعي والفكري المتمركز حول الذكورة.. طبعاً هذا كله في إطار الفكر الغربي، في حين ظهرت الكتابة النسوية في الوطن العربي بعيداً عن هذا المصطلح لنلمس فيها ما يلي :

بدأت كتابة المرأة في الوطن العربي أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين ضمن الهيمنة البورجوازية والأرستقراطية ولا سيما المتصلة بالغرب.. من ذلك نلاحظ ظهور الصالونات الأدبية لنساء كن محط أنظار المجتمع والرجال، على جانب أن الكتابة النسوية ارتبطت بالتماهي السيري من جهة وبكسب التعاطف السائد من جهة أخرى، أي أننا لم نقع على كتابة نسوية متمردة على الأفكار السائدة حتى منتصف القرن العشرين عندما اتسعت مشاركة المرأة في البنيان الاجتماعي والثقافي من خلال انتشار حقوق الإنسان وتنظيمات حرية المرأة، لذلك مع مطلع الخمسينيات نقف على نصوص متمردة لا تندرج في نفي الذكورة بل في مطالبة المرأة بحقها في الوجود والمشاركة السياسية والاجتماعية، لذلك نشير هنا إلى أن كتابة ليلى بعلبكي وكوليت خوري في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات كانت متمردة وثائرة، ولكنها أصبحت اليوم أقرب إلى وثائق تاريخية في الحراك الاجتماعي للمرأة، أما الأمر الثالث الواضح في الكتابة النسائية أنه وفي العقود الثلاثة الأخيرة بدأت الكتابة النسائية العربية تندغم في جوانب منها بمفهوم النسوية الذي ينفي الذكورة بأشكال متعددة ويسير المرأة على قوانين الحياة بانخداع الجسد في ذلك التعلق بالذكورة .

مصطلح الأدب النسائي يتردد بين هذه المفاهيم التي تقترب من النسوية بمفهومها الغربي مؤخراً وتمتزج بشواغل المرأة في إحقاق حقوقها في اتجاه آخر هو الغالب على وجه العموم، وإذا أردنا أن نمثل تمثيلاً آخر فغادة السمان مثلاً تقترب من مفهوم النسوية في أدبها بينما هناك عشرات الكاتبات العربيات لا يندرج أدبهن في مفهوم النسوية الغربية .

الكاتبات اللواتي يرفضن هذا المصطلح عملياً هن كاتبات يردن أن يُقَيَّم أدبهن بغض النظر عن جنسهن، ولكن في معظمهن يندرج ما يكتبنه تحت اسم مفهوم النسوية، ولكنهن مع ذلك لا يعترفن بذلك لأنهن يشعرن بدونية ما يكتبنه إن قيّم تحت هذا الاسم .

الناقد الثقافي السعودي د. عبد الله الغذامي: إذا ساوينا بين إنتاج المرأة والرجل نظلم المرأة

أن دخول المرأة في الكتابة يطرح عدة أسئلة مهمة منها: ما الشيء الذي يمكن أن يعمل داخل هذه الكتابة التي استقرت أعرافها من الزمن كمؤسسات تفكير ذهنية وكصيغ مجازية، وكصيغ تحمل أنساقا ثقافية غرست على مدى قرون؟

لقد تعامل الرجل مع اللغة منذ زمن طويل، والعهد المدون في الثقافة الإنسانية دوِّن بأيدي رجال، وحصلت التغيرات الضخمة جدا، وكلها محسوبة على الرجال وبإنجاز الرجال المبدعين، ثم حدث حادث أساسي له دلالة مهمة جدا في قراءة النسق الثقافي، إنه من جهة لا نعرف متى وكيف بدأ الرجال الكتابة؟ هذا تاريخ لا يمكن التماسه بأدلة مادية إلا بافتراضات. إنما مع المرأة نستطيع أن نحدد بالاسم، وبالسنة وبالحادثة، وبالكتب وبالعناوين وبمسار الكتب، فهذا مشهد ثقافي مهم جدا، ان الإنسان يشهد عملية التحول، وعملية النمو ماثلة بشكل جيد، وأن هذا التحول والنمو لا يقوم من داخل ذاته وإنما يقوم بمواجهة منتوج كبير يقاس عليه، فالمرأة لا تكتب الآن فحسب لأنها تبدع، ولكن أيضا تقاس باستمرار بما هو موجود بالإبداع، فعندها معضلتان: أن تبدع وأن تختلف، والاختلاف الآن ليس على المستوى الفردي، ولكنه على مستوى النوع، إذ يمكن أن نجد امرأة مبدعة جدا لكن بمقياس الإبداع، كما هو في الكتابة الذكورية، لكن إذا بدأنا نتلمس أن هناك معالم لإبداع ينتسب إلى جنس المرأة نفسه فهل يمكن حينئذ تجنيس الكتابة؟، كثيرون يحتجون على هذا، يقولون الكتابة إنسانية والإبداع إنساني، لكن ذلك وهم، ثقافيا هذا وهم، فنحن نشاهد تغيرا والتغير حقيقي، والتغير نوعي أيضا، في هذه الحالة المسألة الآن ليست تسجيل مكاسب للمرأة وإنما هي أعمق من ذلك بكثير. ذلك أن هذا النوع من الكتابة يمكن أن يكشف لنا عن طاقات غير مستخدمة في الثقافة نفسها، الثقافة كأم، الثقافة ككتلة. فدخول عناصر جديدة مختلفة ـ وهذه العناصر كانت محرومة من الأصل ـ وحاولت هذه العناصر كنساء أن تستخدم هذه اللغة التي سبق وأن استخدمت، وصبغت وعجنت وعصرت بأيدي نسق ثقافي طويل الأمد. وقد لاحظت مع دراساتي المتوالية أن المرأة بدأت تقدم نصوصا متحدية تتحداني كناقد، لأن الناقد لا تستفزه كتابة إلا في لحظة التحدي الحقيقي له، لا يتكلم عن عمل لمجرد أنه جيد، فالأعمال الجيدة كثيرة والأعمال التي انتشرت كثيرة، لكن هناك أعمالا تحمل تحديا حقيقيا، يمكن أن تعيد الأسئلة على الناقد نفسه، على الأدوات نفسها، وأعطي مثالا واحدا هو مفهوم “موت المؤلف”، هذا مفهوم أساسي في النقد، وصل إليه بعد مسيرة طويلة وهذا المصطلح خدم النقد كثيرا وكان له دور أساسي في توجيه عدد من المقولات والنظريات النقدية.

نلاحظ في كتابة المرأة أن موت المؤلف يصبح عائقا وأن حياة المؤلف تكون أهم، ليس المؤلف بوصفه امرأة مفردة كإنسانة لها ظروف خاصة، ولكن المرأة كنوع مجنس، والسؤال الآن هل ما تكتبه المرأة هو أدب نسوي لأنها امرأة أم لأن الذهنية التي تشتغل على هذا النص هي ذهنية أنثوية؟ وإذا كنا ننظر إلى مصطلح الفحولة بالنسبة للرجل على أنه قمة إبداعية فإذا ارتقى الشاعر يصبح فحلا. أيضا في علم السياسة والاجتماع صيغة الفحل قمة. أعتقد مع عمل المرأة يمكن أن نصل إلى مصطلح آخر هو الأنوثة، والتأنيث، وهذا المصطلح ينمو في تصاعد بحيث يمكن أن يزاحم ذلك المصطلح، فبدلا من أن تستفحل المرأة، وتدخل في إطار المصطلح النسقي الثقافي التقليدي وأقصد به الذي يحتكم إلى تقاليد وأعراف ثقافية كقيمة عليا ينظر إليها. إن الأنوثة أو التأنيث يمكن أن تكون قيمة إبداعية تحدث نسقا آخر بإزاء النسق الموجود فنكون بإزاء نسقين، وهذا إثراء للثقافة بدلا من أن تكون الثقافة على نسق واحد.

إن إنكار العلة وإنكار أن هناك فروقا بين إنتاج المرأة وإنتاج الرجل، وأن هذا أدب إنساني، هذه كلها أوهام ثقافية لأنك إذا ساويت بين إنتاج المرأة والرجل تظلمين المرأة لأنك تلغينها تساوين بين ثقافة عريقة لها قرون مع كائن مازال لم يكتسب شيئا. كيف أساوي عملاقا مع طفل صغير؟ لابد أن أقول إن هذا الطفل صغير وأجعله يمشي في اتجاه حقوقه، المساواة هي خدعة ثقافية تنطوي على الإلغاء، إلغاء حقوق المرأة التي من حقها أن تعبر عنها، والمرأة الكاتبة يمكن أن تكون أقلية وأقلية الأقلية لكنها تغير التاريخ، فالجموع لا تغير التاريخ، الجموع تنساق، الأفراد المبدعون النوادر هم الذين يغيرون التاريخ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى