السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم بدياري رفيقة

بيــعُ الوهــمِ

سلامٌ وما ذاك السلامُ بواقــــعِ
سوى بيعِ وهم واحتيالِ مخادعِ

وخطّةِ عدوانٍ تسير بلا هُدى
ووعدٍ قضى حقًّا بغير شرائعِ

ودعوى فريقٍ مايحقُّ بباطـلٍ
من القولِ حقّا للعدوِّ المنازعِ

وهل يمنحُ الأمنَ العدوُّ عدوَّه
ولمّا يفزْ منه بأقصى المطامعِ؟

فيظفرُ بالأرضِ التي لم تكُن له
ويقضي بها حكمَ المطاعِ لطائعِ

قضى اللهُ تيهًا لليهودِ وأمــرُه
إذا ما قضَى سارٍ وغيرُ مُدافَعِ

لئن دخلُوا الأقصى فأنّى لهمْ بهِ
صلاةٌ على طهرٍ ودعوةُ خاشعِ

وما دخلُــوا إلا ابتلاءً ممحِّصا
منِ اختارها حربًا ومن لم يمانعِ

أمانيُّهُم ُتمحــى فلسطيــنُ آيـــةً
منَ الطهرِ في وجه المدنّس قابعِ

ضباعٌ على وجهِ البسيطةِ حُكّمت
إذِ استأسَدت زيفًا بأرضٍ وواقعِ

بحكمٍ من الغربِ استبدّتْ وأوقعُوا
بشرِّ البَلا شرقًـا شِرارَ الدوافِـعِ

سـلامٌ بعيـنِ المبصرينَ مزيّـفٌ
وللملتقينَ الموتَ في كلّ شارعِ

تزوّدُ بالأخبارِ عينٌ تراهـمُ
كما الهدهدِ المبعوثِ عند المواقعِ

بدا بعضُها حقًّا وبعضٌ تحيطهُ
عنايةُ عدوانٍ بَدا صنع صانعِ

ونحنُ على علمٍ بدارٍ وأهلِــها
ومن ليس منها من دعيٍّ وطامعِ

سلامٌ على أرض الرسالاتِ والهُدى
كما ينبغِي والحقُّ ليس بضائعِ

كما ينبغِي أن تستقـرَّ على المَدى
فلسطينُ أمـنًا من عدوٍّ وتابـــعِ

فما أمنَت خوفًـا وجوعًا وشــدّةً
وما أُنصفتْ منذ احتلالِ المرابعِ

وكم صرخةٍ تعلو من الرّعبِ والأسَى
وأُخرى على بعدٍ صدًى للفجــائعِ

تنادي فلسطين المغيثَ ولاترى
مغيثًا لها من ضاريات الوقائعِ

وغــزّةُ قامتْ في سوادِ نجيعِها
ليطبعَ شكواها خضابُ الأصابعِ

يظلُّ اتّهامٌ ما تظلُّ خيانــــةٌ
تعيثُ بروح الرّوحِ أغلى الودائعِ

تزعزعت الأجناسُ حتّى يهودُها
وأعرابُها ترجو من الحلمِ ضائعِ

وعاجلِ خُبْـرٍ مستحثٍّ لعاجلٍ
من الغوثِ لبّت لو تفيد مدامعِي

تعامى أخُ الخذلان عن ظلمِ ظالمٍ
يعيب على المظلومِ طولَ التنازعِ

ونادى بنو الإنسانِ بالعدل منهمُ
غريبٌ ومجهولٌ وبالحقّ ساطعِ

وولّى فولّت أمّـةٌ غيرَ آسفٍ
عليها وليُّ المعتدي عن معامعِ

تولَّى وصاغَ التولّي موقّعَا
عليهِ ومشهودًا بصفقةِ بائعِ

فغالَى عـدوٌّ بات يأمنُ جانبًا
بقتلٍ وتعذيبٍ وحرقِ مزارعِ

وتهديمِ بيتٍ واغتيالِ بــراءةٍ
ومنعِ حياة كلِّــها دونَ رادعِ

ومايعدمُ الأقصى الرّجالَ وحولَه
عبادٌ ذوُو بـأسٍ شديدٍ وواقـعِ

يطوفونَ إن شاؤوا بعارمِ سيلِهم
على كلّ عادٍ أو خبيثٍ مخادعِ

همُ ماتبقّى من ضميرٍ وأمّةٍ
وسيفٍ لوهمِ الوعد بالأرضِ قاطعِ

سـلامٌ عليهم ما تماسك طائرٌ
على غصن زيتونٍ بوجه المدافعِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى