الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

بُوهِيمْيَا

عبد اللطيف ديدوش

يَحْدثُ أنْ يُطِيحَ بِرَأْسِي هَاجِسٌ أوْ طَائِرٌ
فأُعْلِنُ حَالَةَ المَلْهَاة
يَحْدثُ أنْ أَجْعَلَ مِنْ أوْجاعِي تَرَفاً أَوْ تَسْلِيَةً
أسَمِّي أَحْزانِي نَايًا
أُشَكِّلُ مِنْ هَزَائِمِي نُصْباً
فِي شَارِعٍ خَلْفِيٍّ عَلَى تَمَاسِ الْغِيَابِ
أَقُولُ لَيْتَنِي زَغْرودَةً أوْ حِكايَةً
يُرَدِّدُها الصَّدَى حَوْلَ بُحَيْرَاتِ ( إِيمِيلْشِيلْ )
لَيْتَنِي ركْمَجَةً عَلى أَمْوَاجِ اللُّغَةِ
لَيْتَنِي أَطْفُو نَوْرَسًا بِأَشْرِعَةِ الضِّفَافِ
لَيْتَنِي مَرْجَانَ عُمْقٍ أَوِ مَرْفَأَ يَابِسَة
يحْدُثُ أَنْ يَنْزَاحَ بَعْضِي عَنْ بَعْضِي
يَحْدُثُ أَنْ فَاضَتْ سِيرَةُ جُرْمٍ عَنْ أَكْوَان
سِيرَةً تَمْتدُّ مَا بيْنَ النُّطْفَةِ وَ الْحَشْرَجَة
سِيرَةً أضَاعَتِ البَوْصَلةَ عَلَى الطُّوبَى
فِي خَرِيطَةٍ تَنْتَظِرُ نُفُوقَ النَّازِحِينَ بيْنَ ضِفَّتَيْن
تَطْلُبُنِي حيّاً أَوْ مَيِّتاً
غَدَاةَ اِنْقَلَبْتُ عَلَى قُدَّاسِ الْأطْلَسِ
حِينَ هَوَيْتُ نَيْزَكاً مِنَ السَّمَاء
لَحْظَةَ تَوَرَّطْتُ فِي غِوَايَةِ شَجَرَة
يَوْمَ شُطِرْتُ إلَى عَالَمَيْنِ لا يَبْغِيَان
يَحْدُثُ أَنْ أُوَلِّي مُفْتَرَقِي شَطْرَ الْمُنْعَرَجِ
فِي كَوْكَبِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَ لَيْلَة
حَيْثُ الْآلِهَةُ تَمْكُرُ بالْمَعْبَدِ
حَيْثُ الْكُومْبَارْسْ حَطَبٌ يَنْفُثُ حَرِيقَ طَرْوَادَة
أُومِئُ إلَى النَّادِلِ بِرَأْسِ بُوكُوفْسْكِي
أَتَنَاوِلُ كَأْسًا تَنْضَحُ بالْجَوْنِ
وَ جُمْجَمَةً صَارَتْ مِرْمَدَةً لِنَارِ بْرُومِيثْيُوسْ
أَكَادُ أَتَشَظَّى ذَرَّاتٍ فِي الْمَدَى
مَمْسُوسًا بِجِنِّيٍّ كُمُومِيٍّ
مَحْشُورًا بَيْنَ ضِدَّيْنِ
مَسْلُوبًا بِخَوَارِزْمِيَّاتِ النَّانُو
أسَلِّي نَفْسِي بِمَلْهَاةٍ سَوْدَاء
أُنَادِمُ الزَّنَادِقَةَ فِي زَاوِيَةِ أبِي نُوَّاس
أَرْصُدُ فِي رُكْنِي الْأَثِيرِ نَوَافِذَ الزَّمَنِ
أَتَمَلَّى عَرْبَدَةً إلَى مَآرِبَ تَافِهَةٍ وَراءَ سَدِيمٍ الرُّؤْيَا
أَشْرَبُ كأْسًا فِي صِحَّةِ الْعِلَلِ
يَشْتَعِلُ رَأْسِي شِعْرًا بَيْنَ أَتَافِي العَناصِرِ الأَرْبَعَة
أُغْوِي وَحْيًا فَوْضَوِيًّا بِأَسْبَابِ النُّزُول
أُومِضُ أوْ أَرْعِدُ بِبُرُوقٍ تَمُورُ تَحْتَ الْجِلْدِ
كَأوْشَامٍ أَمَازِيغِيَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ عَلَى الْمَحْوِ وَ الْإِبَادَة
كَأسِي الطَّافِحُ بِوْجْدٍ بِدَائِيٍّ
يَسْتَعْجِلُ اِسْتِغْوَارِي
يَتَهَجَّى سَكَرَاتِي
مَشْدُوهًا بِحُلُولِ الْأَعَالِي فِي الْأَسَافِلِ
تِتَمَاهِي جَذْوَتِي بِالزُّجَاجِ
تَهْمِسُ لِي الْجَدَّةُ ( فَانْغَا ) بِالطَّالِعِ
بِالنَّازِلِ
لَسْتُ الشَّخْصَ الَّذِي كُنْتُ
ولا الشَّخْصَ الَّذِي أُرِيدُ أنْ أَكُونَ
مُلْتَبِسًا كَالظَّنِّ
مُتَلَبِّسًا كالْمَاء
غِمْدًا لِمُفارَقاتٍ واحْتِمَالات
مُكْتَظّا بنفْسِي
مَحْشُوًّا بِالْعَالَمِ
نِصْفَ إلَهٍ عَالِقٍ فِي نِصْفِ حَيَوَان
شَاعِراً مُضْمَراً فِي قِرْدٍ أَعْلَى
يَحْدُثُ أَنْ أُطِيحَ بِرَأْسِ كَهْلٍ
لِأُتَوِّجَ طِفْلًا عَلَى نَاصِيَتِي
طِفْلاً طَيِّباً كَرِيحِ الْخَرِيفِ
رَمَادِيّاً مُوصِلاً لِمَا بَيْنَ الْأَضْدَاد
يَحبْوُ وئِيداً إلى أوْزَارِ السّينَارْيُو
لا يُبالِي بِعَدَّادِ الْعُمْرِ
لا يَكْثَرِتُ لِفَاتُورَةِ الْهَوَاءِ
أَسِيرٌ فِي إِلِيكْتْرُونِ الْكَوْن
يُرَتِّبُ فَوْضَاهُ فِي أقَاصِي الْغُمَّيْضَة
يُؤَثِّتُ عُزْلَتَهُ بأقَانِيمِ الصِّبَا
يُعِيدُ تَدْويرَ رُقاقاتِ كيْنُونَةٍ مِنْ هَبَاء
يُتَوْئِمُ غُرْبَتَهُ بِعُبَّادِ الشَّمْسِ
يَخْسَرُ الْيَقَظَةَ ليَرْبَحَ الْحُلْمَ
يَسِمُ الْأَيَّامَ بالْخَطَايَا
نِكايَةً فِي إِعَادَةِ التَّدْوِيرِ
نِكايَةً في كَامِيرَا الْمَلْهَاة
يَغْتَرِبُ في الْمَرَايَا
يَنْتَفِي مِنَ العَالَمِ
لِيَتَجَلَّى تَغْرِيدَةً عَلَى جِدَارٍ أَزْرَق...

عبد اللطيف ديدوش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى