الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١

تاريخ

ليليان بشارة
هنا على هذه الأرضِ
في حاراتِ قرانا
وعند شواطئ مدنِنا
تعانقت خيوطُ الحدودِ...
منذُ الأزلِ،
لنصغي سرًّا...
ونهمس وشوشةً...
لصوت المذياع
عبرَ أثيرٍ عانقناه
عبر مشهدٍ من نيلٍ كُنّا قد تخيلناه
وشممنا رائحة(العيش)
فتكلمنا فرحين
بلهجتهم
وحفظنا أسماءهم
وقرأنا جملهم
ورددنا بحبّ...
بلادي...بلادي...بلادي...
وهكذا أُقفِلَ الستار وغاب
ربما يومَ كنا أطفالاً...
^^^
وانهمرت الأيام
وذابت الحرية
في أصابعهم
وتحنّطت قلوبهم
وتخمّر فكرهم
وتخمّر العدلُ... في شرايينهم
في أجوافِ البردِ
في سجنِ الجوعِ
في عتمةِ القيود...
^ ^ ^
ويومًا لم يسبقه يومٌ
وتحت سقف سماويّ
وفي بيت شبه بدفء بيتٍ
أفرادًا...
كسرب عصافيرَ عائدٍ
لبلاد الدفء والانتماء
تكسوهم غطاءاتُ العَلَمِ
تستفزهم نارُ الثورةِ
من غضبِ
القلوبِ المحنطة....
في شتاء وقبل الفجر...
تجولُ جرأة الفكر
بحثًا عن سماء عالية
بحثا عن وطن قريب بعيد
عن قلوبٍ قد تحنطت
ليدورَ الزمن
حول الميدان
فتُفتح الستارات
وتُفتح ستارات طفولتنا
وتُفتح أدراج الكلمات
فتنبض العقول والنفوس
بأغنيةٍ قديمة قديمة
وبحُبٍ ننادي عاليا...
بلادي ... بلادي... بلادي...
^^^
ويومًا ... وحاضرًا
بعدما نُثر الياسمينُ في تونسَ الخضراءِ
بعدَ النشوةِ...
بعدَ تلاوةِ الأغنية...
عند غضب المُحنّطين
في قيود الزمان
هنا على هذه الأرض...
تنتظر قلوبنا في خانات الزيت
وتحت ظلِّ الزيتون
ربيعًا أو شتاءً
حُلُمًا على الضفة الأخرى
بأمنيةٍ من عتمةِ الحدائقِ
نورًا
لثورةِ شقائقِ النعمانِ.
ليليان بشارة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى