
تاريخ
ليليان بشارة
هنا على هذه الأرضِفي حاراتِ قراناوعند شواطئ مدنِناتعانقت خيوطُ الحدودِ...منذُ الأزلِ،لنصغي سرًّا...ونهمس وشوشةً...لصوت المذياععبرَ أثيرٍ عانقناهعبر مشهدٍ من نيلٍ كُنّا قد تخيلناهوشممنا رائحة(العيش)فتكلمنا فرحينبلهجتهموحفظنا أسماءهموقرأنا جملهمورددنا بحبّ...بلادي...بلادي...بلادي...وهكذا أُقفِلَ الستار وغابربما يومَ كنا أطفالاً...^^^وانهمرت الأياموذابت الحريةفي أصابعهموتحنّطت قلوبهموتخمّر فكرهموتخمّر العدلُ... في شرايينهمفي أجوافِ البردِفي سجنِ الجوعِفي عتمةِ القيود...^ ^ ^ويومًا لم يسبقه يومٌوتحت سقف سماويّوفي بيت شبه بدفء بيتٍأفرادًا...كسرب عصافيرَ عائدٍلبلاد الدفء والانتماءتكسوهم غطاءاتُ العَلَمِتستفزهم نارُ الثورةِمن غضبِالقلوبِ المحنطة....في شتاء وقبل الفجر...تجولُ جرأة الفكربحثًا عن سماء عاليةبحثا عن وطن قريب بعيدعن قلوبٍ قد تحنطتليدورَ الزمنحول الميدانفتُفتح الستاراتوتُفتح ستارات طفولتناوتُفتح أدراج الكلماتفتنبض العقول والنفوسبأغنيةٍ قديمة قديمةوبحُبٍ ننادي عاليا...بلادي ... بلادي... بلادي...^^^ويومًا ... وحاضرًابعدما نُثر الياسمينُ في تونسَ الخضراءِبعدَ النشوةِ...بعدَ تلاوةِ الأغنية...عند غضب المُحنّطينفي قيود الزمانهنا على هذه الأرض...تنتظر قلوبنا في خانات الزيتوتحت ظلِّ الزيتونربيعًا أو شتاءًحُلُمًا على الضفة الأخرىبأمنيةٍ من عتمةِ الحدائقِنورًالثورةِ شقائقِ النعمانِ.
ليليان بشارة