الاثنين ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم موسى إبراهيم

تالا

على نافذتي

تقفُ زهورٌ وحمائمْ

ورسائلُ حبٍ للذكرى ..

بعضُ رسائل..

طابورٌ من كلماتْ

أسطولُ الحبرِ الغجريّ يحثّ الشفتينِ على البوح،

لكن أفتقدُ الطفلة،

وأفتقدُ في ذات الطفلةِ وطني ..

يا وطني أينَ رحلتَ بحبيبة عمري،

أينَ اغتالوكَ لأعلم أينَ أصلّي ..

وكيفَ أصلّي، ومتى أمنحُ للبحرِ الدمع،

يا وطني ،،

هل تسمعُ صوتَ الناقوس المنفيّ!

كانت تالا تفترشُ الوطنَ حينَ تصلّي

وتباركُ أرض الله حينَ تصلّي..

تقدّس أسماء الشهداء .. تحتضنُ بقيّة عُمْرْ ،،

تالا كانت تلعبُ كبقيّة أطفال الحارات ..

لا تعرفُ رائحة البارود .. لا تعرفُ شكلَ رصاصة أمريكا،

تالا لا تستنشقُ إلا ورود.......!

وأمريكا تعرفُ تالا .. تعرفُ كيفَ قتلوا تالا ..

تعرفُ جداً .. أينَ يقبعُ جسدُ الطفلةِ تحتَ الأنقاضِ ..

لكن تالا ما زالت تلعبْ ،

حتى الموتُ لتالا لا يعني شيئاً أكثرَ من لعبة،

أذكرُ لعبةَ إستخفاء ، واستخباء، وألعابَ الفرّ
كثيراً لعبناها ..

كنّا نعودُ دوماً يا وطني .. وما عادت تالا..

تالا لا تعرفُ بأنّ الموتَ سيأخذها أبعدَ من وجهِ البحر،

وأعمقَ من عينيّ ماما،

أصعبَ من فكّ الدبّابات ..

تالا كانت تلعبُ حجلة،

تقفزُ، تركضُ، تصرخُ، تضحكُ، تَثِبُ كأرنبةٍ حرّة،

ثمّ تنامُ بأحضانِ الماما،

رحلت تالا ..

رحلت بالفرحِ .. وبالبسمات وبشقاوة طفلة..

كلّ الحيّ أحبّها تالا ..

بائعُ وردِ الحيّ، أحبّها تالا ..

صانِعُ بُكَلِ صبايا الحيّ .. أحبّها تالا ..

عصفورٌ كانَ إذا ما حزنَ ، يتوضّأ بعينيّها تالا ..

تالا ... سمةُ العصري العربيِّ الخائفِ

من دبّابة ..

حضارةُ زعماء المؤتمرات ..

وآخرُ أغنيةٍ للوطنِ

كانت تالا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى