
من هوية الإنسان إلى عرش الآلهة
بسمة يحيى

يا رضيع الآلهة، أيها المدربُ الساجد،
يا دائرة الحمرة الدموية... هذه أرواحُ العدمِ ارتفعت من الهوية إلى حافتها،
حيثُ تأكلها يداك الملطختان بدمِ أخيك الإنسان.
هل سلّمتَ نفسك للمس؟
فينسج منها ثوبًا من العقيق الأبيض،
ويطير في فلك الممنوعِ صانعًا؟
يا ابن الحكمة، أيها المعبودُ الخالد،
ما أنا بالعابثة فيك نمطًا، ولا نفسي تتنفسك شعرًا!
فلتطلق مُهر عنانك حدب الثرى،
ومع كل هذا، جلّ تصوراتِي بخزانةِ الحوت المُعذب،
لم يُؤذن لها بعدُ أن تُسبَك في قوالب الحقل الزمردي البعيد.
فيا مخطوطاتي،
إن نوالك مُرَنمٌ مُسْكِر،
وحروفك من بئرِ العسلِ المحمولِ بالأمنياتِ المنحلة،
ولكن وحيَ أمنياتي يفتحُ أعيُنَ الليل،
ويطلقُ سراحَ الأولياتِ على مجدِ الآلهةِ الفارغ.
بسمة يحيى