الثلاثاء ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم
ترانيمُ منتصفِ السَحَر
إن أحببتُكِ يوما ً آخرْ ...لن أتأخَّرْ !فسأقطُفُ حقلا ً من ياقوت ٍأنثُرُهُ فوقَ جَبينِكِ ِوأُتوِّجُ شَعرَكِ من ثَمَّ بأُهزوجَةِ فُلٍّوسَأحصُدُ كُلَّ النَسَماتِ الحُبلى بالسُنبُل ِأُغمِسُها بالحُنّاءِلِتُسْكَبَ فوقَ شِفاهِكِوسَأدخُلُ غاباتِ الفُستُق ِ كالمُنتَصِرينَأُجَمِّعُ كُلَّ الأغصانِوأضفُرُها أوتار رَبابةْوأُغنّي تحتَ شَبابيكِ السُندُس ِنَغَما ً سِرِّيّا ًلن ّيَسْمَعْهُ سوى الشُعراءُوأرمي عَزفي كَسَحابهْتمتَدُّ إلى بغدادَفهذا ماعندي !أوَليسَتْ تُشجيكِ تَلاحينُ الجُنبُذِوالعَسَلُ البَرِّيُّ شَرابا ً؟أوَليسَتْ تَكفيكِ الأعشاشُ سَريرا ًوالغابةُ تَستُرُ ثلجَ الحُلُمِ الوالِهِفَسَأُهديكِ العَنبَرَ والعَنبَرُأفخَرُ قِنّينَةَ عِطر ٍ ؟سأُراهِنُ أنّيَ لن أتَأخَّرْإن مَرَّتْ أطيافُ ضَباب ٍوزُرافاتُ فَراش ٍتحملُ في ثَنيْاتِ مَياسِمِها نايا ًفسأحتَلُّ أغانيها ..وسأُؤسِرُها لكِ كجَواريكِيامَن تَصطادينَ تَرانيمَ الرُهبانِبِرِِمش ِ العين ِ الخَلاّبَهْ !هل هذا مايَكفيكي ؟أم يُبكيكِ لأنّي ...لستُ أميرا ً أو مَلِكا ً أو سُلطانْ ؟لاأملكُ ذَهَبا ً أو مَرجانْقد كانَ على رأسِيَ تاجٌلكِنّي ضَيَّعتُهُ في الرُبْع ِ الخالي وجَهِلتُ العُنوانْوأنا حَيٌّ أُرزَقُ مازِلتُ ولكِنّي ..نَهَرٌ ضَمآنْ !وأنا صيّادٌ كالصَيّادينَولا أملِكُ غيرَ الصُنّارَةِأُغْمِدُها في قلبِ الماءِ وأمضيوتَمُرُّ العاصِفَةُ قاصِفَة ًوالنَورَسُ والعَبّاراتُ تَمُرُّوتَستَيقِضُ شَمسٌ ثُمَّ تَكُرُّفتُغمِضُ جَفنَيها الوَردِيّين ِكتُفّاحَةِ خَدِّ !ياما رَقَصَتْ أصدافٌ ودَلافينٌتَرَكَتْ تأريخا ً فوقَ خُطوطِ يَديوَمَضَتْ !أناْ لن أخسَرْ شيئا ً في مُعتَرَكِ الصَيدِسوى الرَميَةِفَأنا أعشَقُ ثَرثَرَةَ المَوجاتِ ..أُحِبُّ الريحَ .. وتَجذُبُني الأبعادُفَرُبَّ زُعَينَفَةٌ تَتَسَكَّعُ مجنونهْضَجَرَتْ من ظُلُماتِ الحُجُبِ المسكونهْماذَنبي ؟إنْ هِيَ حَلَّتْ ضَيفا ًوأناخَتْ رَحْلا ً في جِلدي ؟فَسَأرحَلُ حَتما ً جَذلانَ لأنّيْاْصْطَدتُ البَحرَ جميعا ًوالّلؤلُؤَ والأعماقَوسِحرَ اللونِ الأخضَر ِكالصِبغَةِ في جَفنَيكِوسَآمُرُ شُطْآنَ البحرِ الأحمر ِوالأشرِعَةَ الوَلهى حتّى العَرّافَةَوأُنادي بالأمطار ِ لِتَهطُلَشَلاّلَ عَصافير ٍ في واديكِفَهل هذا يُرضيكِوهذا آخِرُ ماعندي ؟!