ألثلجُ وجهُ دلالٍ والندى العنبُ
والقلبُُ بينهما جمرٌ وينسكبُ
هل يرشفُ الثلجَ من نشواتِهِ صَدَفاً
أم ينشُق القطرَ موسيقىً بها طَرِبُ ؟
يابائعَ الكوثرَ السكرانَ هل عَتَبَت
دمَشقُ بعد الذي أم عاتَبَت حَلَبُ ؟
من جُرحِ بغدادَ أجَّ النخلُ مُرتجلاً
لمثلِ هذا إذن فلينضجِ الرُطَبُ
عيني على شِفَةٍ للشمسِ عاكسةٍ
كأنها من زجاجٍ ضوءها لهبُ
وحاجبَينِ كطَيرَي نورسٍ هبطا
على مروجٍ فراح الجفنُ يختضبُ
وموجَتَين وكحل الليلِ مَدّهما
كي تحرسانِ محيطاً ماءهُ ذهبُ
وربوَتَين من القُدّاحِ إن عُصرا
ضجّت جنابذها واستنكر القصبُ
أما اللآليُ بيضُ النجمِ تُغبطها
يستافُها الوردُ إلا مَن بهِ عَطَبُ
رأيتني ودمي بالخَدِّ أشربه
ما عذر عذري إذا اغتابَتنِيَ العربُ ؟