الأربعاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

تَمَنُّعُ الغواني على شرف غزة

عجيب أمر مصر التي أرى اليوم فليست كالتي قرأت أو سمعت عنها، وعجيب ألا أرى لها نخوة أو مروءة كالتي كانت حين انتصرت في حرب العاشر من رمضان وحين حاربت من أجل فلسطين، وكثيرا ما حاولت تبرير ما تمر به أو حصره في خندق السلطة إلا أنني أعود فأوقن أن الأمر تعدى السلطة إلى رجل الشارع فمفهوم الوطن والانتماء بات مشوشا غير واضح المعالم ولم يعد للفرد رغبة في البقاء أو الدفاع عن وطنه فضلا عن دفاعه عن إخوانه وجيرانه أهل غزة.

إنني بهذا لا أبريء السلطة المصرية بل أحملها الذنب جُلَّهُ، ليس ذنب أبناءها الذين أفقدتهم كرامتهم وعزتهم وكادت تغتال نخوتهم فحسب بل وذنب المجازر التي طالت اخواننا في غزة الذين يتعدى حقهم حق نصرة المسلم إلى نصرة الجار، فديننا الحنيف أوصانا بالجار فللجار الكافر حق الجيرة وللجار المسلم حق الإسلام والجيرة، ونحن سلبناهم حقهم فلا عاملناهم كمسلمين ولا حتى ككفار.

إنني أقولها بلا مداراة أو تقية، لو وجدت وزيرة الخارجة الإسرائيلية رجالاً يحدثونها لما جروءت هي أو دولتها على قصف غزة، ولكن الأمر كما أظهرته السلطة المصرية فقد استدعت "ليفني" لتنبه عليها وشتان بين التنبيه والتشديد والتهديد، ولما أيقنت ليفني أن هذا التنبيه ما هو إلا تَمَنُّعُ الغَواني لم تدخر جدا في تحقيق أمنية غانيتها بضرب حماس وغزة، ولما كانت المصالح مشتركة من حيث خطورة الإخوان المسلمين على النظام المصري وكون حماس تنتمي إلى هذه الجماعة والتي أصبحت نموذجا لإرادة الشعب الفلسطيني واختياره واغتيالها يعد اغتيالا لآمال هذه الجماعة وذاك الشعب، كان لزاما على السلطة المصرية أن تتعاون مع إسرائيل بمبدأ "عدو عدوي صديقي"، فإسرائيل عدوة حماس وكذلك مصر فالمصالح مشتركة وبين هذه المناورات السياسية من حماس واسرائيل ومصر وتمخضها عن ضربات عسكرية ينصهر الشعب الفلسطيني بجحيم القصف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى