ثلاثية عبد العزيزي آل زايد المتفرّدة
بالحبر الذي يمزج الفكر بالعاطفة، والروح بالتأمل، يطلّ الأديب والروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد بثلاثة إصدارات جديدة تُثري المشهد الثقافي العربي، وتؤكد على شمولية تجربته في المزج بين الروح والفكر والحكاية. ثلاثة عوالم تتكامل لتشكّل مكتبة من الجمال: روحٌ تتحدث، قلمٌ يتأمل، وحكايةٌ تنبض.
*الكتاب الأول: سنابل يوسف
رحلة في ضوء الحكاية القرآنية التي وصفها الله بأنها "أَحْسَنَ الْقَصَصِ"، يعيد فيها الكاتب اكتشاف سيرة نبي الله يوسف عليه السلام برؤية معاصرة تُفيض بالأمل، وتزرع في القلوب سنابل العفو والصبر والجمال. في كل صفحة سنبلة، وفي كل معنى عطر. يذكّر الكاتب القارئ بأنّ الأمل لا يُدفن في البئر، وأنّ لكل غياب موعدًا مع النور. ويقول في طيات كتابه: "هذه السنابل رمزٌ خالدٌ لحياةٍ تستحق أن تعاش…ألم تصلك الرائحة بعد؟ ألم تجد ريح يوسف؟ اقترب وستجدها فوّاحة عطرة".
*الكتاب الثاني: رحلة برفقة قلم
كتاب يجمع خلاصة التجربة مع القلم، رفيق الدرب ومرآة الذات.
يأخذ القارئ في مسارٍ من المقالة إلى الحكمة، ومن اليوميات إلى التأمل، جامعًا بين حرارة الشغف وعمق الرؤية. إنه احتفاء بفعل الكتابة بوصفه رحلة وعي، يشارك فيها الكاتب جمهوره ثمرة أعوام من التدوين والتجريب، ليصبح دليلاً لكل عاشق للكلمة التي تترك أثرًا نقيًّا. يقول المؤلف في صفحات كتابه: "كانت لنا رحلة ماتعة برفقة القلم، فهناك من يعشق الكرة وهناك من يعشق التدوّين والتأليف. اخترت القلم رفيقًا؛ فالكتابة بالنسبة لي كالجناح للطائر، به يبلغ المقاصد ويحصل على الأهداف".
*الكتاب الثالث: حافر الزعفران
رواية تنبع من ضفاف الفرات، حيث تمتزج الأسطورة بوجع الإنسان، ويُختبر الجمال بامتحان الطهر والمروءة. عمل أدبي آسر، تتضوع صفحاته بعبق الشرق، وتغتسل لغته بضياء الروح. حافر الزعفران حكايةٌ عن النور حين يختبئ في وهج الجمال، وعن الإنسان حين يُبتلى بما وهبه الله من فتنة الحُسن والعاطفة. كل مشهد فيها نفحة من الزعفران، وكل فصل نهر من السرد يسيل من الفرات ولا يصب إلا في القلب. جاء في سطور روايته: "لم يُعطَ أحد من الحُسْن كما أعطي، وكأنه وارث يوسف بن يعقوب. النفوس تهفوا إليه والأحداق نحوه تتشوق".
ثلاثية تستحق النظر، نداء إلى القارئ: فكر، تأمل، وعِشْ!. بين الفكر والوجدان، بين المقال والرواية، تتجلّى أعمال عبدالعزيز آل زايد بوصفها تجربةً أدبيةً فريدة تُعيد إلى الأدب العربي صفاءه ولمعانه الإنساني. ثلاثية تنوعها يعبّر عن وحدة الرؤية المتفردة.
