التاريخ في مصر
عاشت جمهورية مصر العربية يوم السبت 1 نوفمبر 2025 لحظات تاريخية استثنائية مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير أحد أضخم الصروح الحضارية والثقافية في العالم والذي يمثل تتويجًا لسنوات من العمل الدؤوب ليصبح أيقونة جديدة تعبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة وريادتها الإنسانية عبر العصور وأقيم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جانب 79 وفدًا رسميًا يمثلون مختلف دول العالم من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك ورؤساء وأمراء وشارك في الحفل قادة وشخصيات دولية بارزة من أوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكتين ومن أبرز المشاركين في الحفل ملوك وأمراء من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والأردن والبحرين وسلطنة عمان والإمارات والسعودية ولوكسمبورج وموناكو واليابان وتايلاند إلى جانب رؤساء دول من ألمانيا والبرتغال وفلسطين وكرواتيا وجيبوتي والصومال وغانا، الكونغو الديمقراطية وأرمينيا وغيرهم من كبار المسؤولين كما حضر رؤساء وزراء اليونان والمجر وهولندا والكويت ولبنان وبلجيكا مع مشاركة وزارية وبرلمانية رفيعة المستوى من أكثر من خمسين دولة حول العالم وكل هذا بإهتمام إعلامي مصري وعربي وعالمي.
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة حيث أعلنت الدولة المصرية وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في شهر مايو عام 2005 حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه وفي عام 2006 أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف والذي تم افتتاحه خلال عام 2010 وقد صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار وقد أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسة فخامته وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف ودعم ومتابعة نشاطه فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير وعضوية : الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية والمستشار القانوني للوزير إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات الآثار والاقتصاد والقانون والإدارة والتعاون الدولي والتسويق وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع خلال عام 2021 ليتضمن عدد من قاعات العرض والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922 بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة وكذلك متحف مراكب الملك خوفو فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني
كما يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال ومركز تعليمي وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز للمؤتمرات وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية كافيتريات ومطاعم بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات وفي شهر أبريل 2021 تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز والذي يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.
يختص المتحف بعرض المجموعات الأثرية واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي والتوثيق الرقمي وتسجيل القطع الأثرية كذلك حفظها وتأمينها ودراستها وصيانتها وترميمها وتنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر وعقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية وغيرها من الأنشطة وتوعية النشء والمجتمع المصري بالحضارة المصرية وإعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية من خلال صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.
