
جديد فوزية العيوني
اختارت الكاتبة والناشطة الاجتماعية المعروفة فوزية العيوني، عدداً من قصصها الكثيرة التي كتبتها في أزمنة متباعدة، لتطل بها على الساحة الثقافية، كتعبير إبداعي ودلالي على اشتغالاتها على همّ كتابة نص”القصة القصيرة”، و”القصة القصيرة جدا"ً.
وقد حوت المجموعة 25 نصاً قصصياً، وسوف يتم توزيعها في”معرض الكتاب الدولي في الرياض”، حيث ستكون الكاتبة متواجدة في المعرض لتوقيعها.
ومن أجواء المجموعة نختار هذا النص :
حار... ولكن!
طال صمتنا، واتسعت فجوة عزلتنا في واقع لا يحتمل صمت عاشقين.
سأكسر سخف الصمت هذه الليلة وسأحادثه..
سأذكّره بتفاصيل غارت في تلافيف السنين، وبكل وجدٍ سأنبش لحظات العشق الأسطورية التي تحتفظ ذاكرتنا بها..
أخذ ته برفق إلى زاوية هادئة وأمام مرآة شاهدة.. رأيت في وجهي وله المحب وعطش الشوق ورغبة البوح.. داعبته... حاولت استثارة كل مفاتيحه.... ما أعرفها، وما تدربت عليها حديثا.
قلت له: كفّ عن الجمود.. تصالح مع وجدي.. انفتح لي ولا تكن عنيداً..
لم يعرني أي انتباه أورغبة في تجاوب!
أتعبني هذا العنيد، ولكنني مشبوبة الحاجة هذه الليلة... أخذته إلى سريري
واستلقيت نصف مسترخية، وكان على فخذي مستكيناً وموغلاً في الصمت.
رجوته أن ينفتح لي، رجوته طويلاً، بهدوء حينا وبغضب أحيانا كثيرة.. ففي داخلي ما يجب أن يدونه في ذاكرته برهاناً لحالتي وصدقي..
غالبني النعاس، وهومصرّ على أن يمارس صدّه وصمته وعناده..
بدتْ حرارته تشوي فخذي، والطقس آب وأسد..
لم أعد أحتمل
ألقيت به جانباً
ثم أغلقت درفته،هذا الغبي !!
ولعنت الـدي إس إل وكل شركات الاتصال في هذا البلد.