| عامانِ مِن ألَقِي سريعاً مَرَّا |
والآنَ هاأنذا لِحُزنيَ أقرَا |
| يا نيلُ يا نهرَ الغيابِ لطفلةٍ |
جَعَلَتْكَ لي نحو الخلودِ مَمَرّا |
| ماذا سأحكِي الآنَ ؟ قلبي واقِفٌ |
في أضْلُعي ،للصمتِ يعصِرُ خمْرَا |
| وأنا ككُلِّ المُنهكينَ قصيدةٌ |
مُكتَظّةٌ بالخوفِ تُشْبِهُ مِصْرَا |
| تركوا إلَهي خلفَهم وأتوا بلا |
ربٍّ إليَّ يُحَمّلوني الوِزْرَا |
| قومي. صقيعُ الذُلِ في أنفاسِهم |
يجري وهم يسعَونَ نحو المَجْرَى |
| ويدي تَهُزُّ الريحَ .أين سحابتي؟ |
إن كنتُ لا أدري فمنْ ذا أدري؟ |
| رأسُ الفراعنةِ اسْتدارَ بخيبةٍ |
ما مثلَها شَهِدَتْ حروفي طُرّا |
| سبحانَ من أرسى الحقيقةَ في دمي |
فخرجتُ مِن رَحِمِ المواجِعِ حُرَّا |
| يا صاحِبيَّ السجنِ شهقةُ يوسفٍ |
عَلِقَتْ بحنجَرتي فصبراً .. صبرا |
| هذا اليبابُ مدائِنٌ تبتَزُّني |
أنّى اتّجهتُ ولستُ أمْلِكُ أمرَا |
| عادتْ فلولُ الجوعِ، دَوّنَ (شاوَرٌ) |
أعمالَه .. تبّاً لها مِن ذِكرى |
| يا نيلُ يا دمعَ النخيلِ سُلافَتي |
ما خُمّرَتْ إلا لتُنتِجَ تمْرَا |
| فاقْبِضْ على المنفى الذي يمْتَصُّ مِن |
عينيكَ لي وطَناً فأصبحَ مُرَّا |
| هذي عصاي .. لها مآرِبُها التي |
حين الْتَقَتْ بالسِحْرِ ليست أُخْرَى |
| هُم جَيّشوا المأساةَ ضدّكَ فاختَفتْ |
في أوجِهِ الميدانِ عنكَ البُشْرى |
| ما زلتُ في نصفِ الطريقِ إلى فمي |
لأقولَ شيئاً .. والمشانِقُ تَتْرَى |
| مِن أيِّ ويلٍ أحتمي يا بسمتي |
بكِ إن عليَّ ( العسكَرِيُ) أصَرَّا ؟ |
| عُدْ بي إليَّ ولو قليلاً أيّها الـ |
تأريخُ كي أنسى هنا مَن فرَّا |
| جِلْجَامشُ القومِيُ يخلعُ ظِلَّهُ |
لِحُداءِ عصفورٍ يُشَقشِقُ فجْرَا |
| والثائِرُ الـ ضَجّتْ بِغُربَتِهِ الدُنا |
ما زالَ فوقَ الماءِ يتبعُ خِضْرَا |
| صُبحُ اتّقَادِكَ كيف أغمَسَتِ المُنى |
قندِيلَهُ في زيتِ ليلٍ مَرَّا ؟؟؟ |
| عامانِ وانكشفَ الغِطاءُ عنِ التي |
أحْرَى بها بلعُ الحقيقةِ أحْرَى |
| واستَيقَظَ المعنى وملءَ حروفِه |
دمُ أبرياءٍ يحتمونَ بأسْرَى |
| وإذا الخليجُ الهامِشيُّ بنفطِهِ |
بحذاءِ أمْرِيْكا يُباعُ ويُشْرَى |
| كمصيرِ أرمَلةٍ تحنّى وجهُها |
بالنارِ يوماً فاشْتَكتْهُ لِكِسْرى |
| قلقٌ اضافيٌّ يُحاصِرُ نيلَنا |
والسندِبادُ يسيرُ عكسَ المجرَى |
| وتشاؤمٌ مَلَكيُّ ينتهِزُ الأسى |
لِيَشدَّ أزرَ محاولاتٍ سَكرَى |
| إن كان ذنباً أصْغرَاً حُكمُ الذي |
ولّى ،فماذا عن ذنوبٍ كُبْرَى ؟ |
| أُصغي إلى الحرمين والدنيا كما |
لو أنها لهمَا استحالتْ قبْرَا |
| ويكادُ دِينُ الناسِ أن يصحو بِلا |
دِينٍ بلا ناسٍ .. وربِّ الشَعْرَى |
| وأنا وعامٌ مرَّ نفتَرِشُ المدى |
لِنُدحْرجَ التأريخَ شهرَاً ..شهرَا |
| نحكي ولا نحكي، ومِن أنفاسِنِا |
نستَلُّ مظلوماً تحدّى القهْرَا |
| يُوْمِيْ كمنْتَجَعٍ إلى مَن أوغَلوا |
تَيْهَاً ..هنا ما زلتُ رغمَ الصَحْرَا |
| إني ارتشَفتُ الضوءَ من شفةِ الدُجى |
إن كانَ مِن بُشرى فإني البُشرى |