

جِدار
مِن بينِنا، أنتَ الذي
أصبحتَ تملِكُ الاختيار،
بيَديكَ ألجمتَ الظلامَ
وقُمتَ تَنتزِعُ النَّهار،
فتَّشتَنا
فأثرتَ أكوامَ الغُبار،
خاطبتَنا بالحُبِّ والجَمعُ استَدار
بَلَّغتَنا الدَّربَ المُحَدَّدَ
ثم حادَ بنا المَسارُ
إلى الـ ـمَـسـ ـارِ
إلى الـ ـمَـ ـسـ ـار،
فتَّحتَ أبوابًا
فقاومَها الجِدار،
أثبَتَّ
إخفاقَ الِحوارِ الحَقِّ
بَينَ الثّائِرين
وبَينَ قنّاصٍ على سَطحِ العَقار،
أوقَفتَ صَدرَكَ
للرِّصاصِ الحيِّ
فانفضَّ الحِصار،
ألقيتَ ظهرَكَ كالحديدِ الصَّلبِ
ــ طوعًا ــ
حينَما انطَلَقَ القِطار،
أبطلتَ مَفعولَ السِّنين
الصّادِراتِ
عن القَرارِ
عن القَرارِ
عن القَرار،
أمسَكتَ بالمِرآةِ
في وجهِ الكلامِ المُستَعار،
قرَّبتَ سَيفَكَ
مِن رُؤوسِ الخَوفِ
فانخلَعَ الإزار،
قرَّرتَ أن تُؤوي عِيالَ الدّارِ
فانكَشفَ السِّتار،
أدركتَ ألّا خَيرَ يُرجى
غيرَ أخبارِ الحصى
ترمِيهِ أحلامُ
الـ ـصِّـ ـغـ ـار،
تبَّت عَناوينُ الجَرائدِ
حينَ تكسِرُ مِنكَ
عُودَكَ
تقطَعُ الألحان والأوتارْ،
لن ينتهي لحنُ الفتى
فوقَ الشَّوارعِ
طالما صَوتُ البَنادقِ
لا يَرى في العارِ عار،
لَم ترتكِب
إلّا مُطاوعَةَ الهوى
فكَتبتَ ـ مِن دَمِكَ ـ اعتِذار،
يا نَحنُ...
يا دَمَكَ الذي ما هَزَّنا
حتى انتفاضاتِ الأسى
ـ في القَلبِ ـ أدرَكَها الـ ـبَـ ـوار.