الجمعة ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥

حب في الداخلة…

تواصل السينما المغربية إثبات حضورها المميز على الساحة الدولية، حيث أحرز الفيلم الطويل “حب في الداخلة” للمخرج خالد إبراهيمي، الجائزة الكبرى “سيزانغ دور” في مهرجان FACAS بكوت ديفوار، أرفع تتويج يقدمه المهرجان. هذا الفوز يأتي كتأكيد جديد على مكانة السينما المغربية كأحد أبرز الأصوات الإبداعية في القارة الإفريقية، ويبرز جودة الإنتاج الفني التي بلغتها السينما الوطنية.

الفيلم الذي أنتجته شركة ALS Production، كتب سيناريوه الروائي والسيناريست عبد الإله حمدوشي، فيما تولى إدارة إنتاجه زين الدين شرف الدين. العمل جمع نخبة من الفنانين والتقنيين المغاربة في تجربة سينمائية متكاملة، تجسد الحرفية العالية التي بات يعرف بها قطاع السينما بالمغرب على المستوى الفني والإبداعي.

“حب في الداخلة” يحكي قصة حب تنشأ بين شابين من عالمين مختلفين في مدينة الداخلة، التي تتحول إلى بطل ثالث في الحكاية بجمال شواطئها وتنوعها الثقافي. وقد وظف المخرج خالد إبراهيمي فضاءات المدينة كخلفية شاعرية، تعكس الصراع الداخلي للشخصيات بين التقاليد والانفتاح على العالم، مانحًا القصة عمقًا إنسانيًا ومشاعر صادقة تنبض بالحياة.

الفيلم يتميز بإيقاع بصري هادئ، وصور بانورامية تأسر الروح، تنقل مشاهد الداخلة إلى الشاشة الكبرى بألوانها وأضوائها الطبيعية. وقد أشاد النقاد في كوت ديفوار بالقدرة على الجمع بين الحكاية المحلية والبعد الإنساني الكوني، ما جعل الفيلم قريبًا من وجدان الجمهور الإفريقي ونال إعجاب لجنة التحكيم التي منحته الجائزة الكبرى.

هذا التتويج ليس مجرد تكريم لفيلم واحد، بل تأكيد لمسار السينما المغربية المتنامي والمستمر في التألق على الساحة الإفريقية والدولية. لجنة التحكيم شددت على قدرة الفيلم على تقديم قصة حب إنسانية، تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، مع الحفاظ على نكهة مغربية أصيلة تجعل المشاهد يعيش تجربة وجدانية صادقة.

إن هذا الإنجاز يشكل خطوة نوعية جديدة في مسار تطور السينما المغربية وانفتاحها على القارة الإفريقية والعالم، ويؤكد أن المغرب أصبح فاعلًا رئيسيًا في المشهد السينمائي الإقليمي، قادرًا على ملامسة وجدان الجمهور ونيل إعجاب النقاد أينما كان، ليضع بصمته الفنية في سجل السينما العالمية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى