الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم حامد سعداوى منصور إبراهيم

حكاية وطن

لَمْ يَبْقَ ماءٌ وَلَا دَمْعٌ لمُنْتَحِبِ
حتَّى المَحَاجِرُ قد ذابت على الهُدُب
وأوْرَقَت بعروقي النَّار واشتعلت
وَشَبَّ فيها دَمِي المَهْدُورُ كاللَّهَبِ
شَهِدت مَولِدَ جُرْحِي في ثَرى وطني
وَلَمْ يَزل رَاعِفًا والقوم في شَغَبِ
قد كنتُ أعْلَمُ قبل اليومِ لا عَجَبَ
بأنَّ سفك دمائي مُنْتَهى الطَلَبِ
لا، لن ألوم، فما الآذان صاغيةٌ
ولن أُعاتب، لن يُجْدي هنا عَتبي
قالواْ الصوارم للفرسان مُشْرَعَةٌ
وأنَّها صُقِلت للكَرِّ والغَلَبِ
ما بَالُها اليوم في الأغمادِ ما نهضت
كأنَّها لَمْ تَعُدْ مِنْ زُمْرَةِ القُضُبِ
ما عدت أُبْصرُهَا في غِل آسِرِها
إلَّا تذكَّرت أعوادًا مِنْ القَصَبِ
قُلْ للذين استباحواْ الأرض، يا وطني
وزيفواْ فوقَهُ، بيتًا بلا طُنُبِ
لو كنت مِنْ روم لَمْ يَسْتَبِحْ وطني
بنو اللقيطة لكن عقَّني نسبي
ولا أغارواْ على تاريخ أمتنا
وألبسوه رداء الزَّيفِ والكَذِبِ
ولا أناخواْ بداري الرَّكْبَ واجترحواْ
بها المعاصي وَجَاسواْ كُلَّ مضطربِ
كُلُّ الغُزاةِ توارواْ عن مرابعنا
يا ويحَ مُغْتَصِبٍ مِنْ نارِ مُغْتَصَبِ
شأنُ الحُقوقِ انتزاعٌ مِنْ مُكَبِّلها
النَّارُ بالنَّارِ والميدان للصُّهُبِ
هَجَرتُ دَاري وأحلامي فما ظَفَرت
أذني بغير فنون القول والخُطَبِ
فما تَنامى إلى أسماعنا صَخَبٌ
إلَّا وكان عَوِيلُ البُومِ، في الخُرَبِ
يا موطنَ الأنبياءِ والرُّسُلِ ها أنذا
أراك بالقلب، في بُعْدي، وعن كَثَبِ
على شطآنِ النَّوى ما غاب ساحلنا
ولا نأى سِحْرُهُ عن خافِقي الوَصِبِ
إنْ غِبْتَ يومًا عن الأنظار يا وَطَني
فعن فُؤادي، والله، لَمْ تَغِب
وأنت في قلبي تَحيا، وفي خَلَدي
وفي ضميري وفي نبضي وفي عَصَبي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى