الجمعة ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم سها جلال جودت

حوار مع الفنان الجزائري محمد بوكرش

هو الكلمة والألوان، هو الغيث الذي يرسم تباشير الخير في سنا الإبداع حيث الحق والفضيلة والروح الثائرة.
هو إنسان لا تغادره أحاسيس الغيرة على الوطن وأبناء الوطن، باحث عن الحرية الحمراء، بيده ريشة وقلم، يحفر على الصلصال أحلامه ويرسم بالكلمات آماله لوطن خالص يريده، ليس من أجل نفسه فحسب، بل من أجل أمة بأكملها، ناقد ذواق، علامة في فقه دواخل المجتمع الإنساني، في حديثه تقرأ فلسفة الكلمة، يرفض الفساد ويحارب المفسدين، لكلمته نبراس يسطع، ولريشته ضوء يُبهر، ولمطالبه صوت لا يُقهر، محمد بوكرش إنسان قبل أن يكون فناناً، ولأنه إنسان ولدته بلد المليون ونصف المليون شهيد ليتابع مسيرة عبد القادر الجزائري والمهيدي بن عربي وغيرهم من أبطال الفداء، أخذ على عاتقه حمل لواء الثورة على كل ديكتاتوري الوطن المجروح من الألف حتى الياء . وفخراً لي أن أقابله من خلال الشبكة الذكية على مائدة الحوار ويستجيب لنا، لنرى أي زاد سيمنحنا هذا الرجل الإنسان ...

 محمد بوكرش مواليد الجزائر، ماذا منحك هذا البلد ؟ وأي الصور رافقت ذاكرتك الطفلية وجعلتك تمسك بناصية أيهما ؟ القلم ؟ أو الريشة؟ وما الفرق بين الريشة والقلم؟
 ما منحني إياه الوطن الحبيب أجداداً من حسب ونسب، ويحسب لهم ألف حساب، انطلاقاً من عقبة بن نافع رضي الله عنه وأسكنه فسيح جنانه، مثله مثل طارق بن زياد، الأمير عبد القادر، ابن باديس (جمعية العلماء المسلمين)، بوخروبة أي الهواري بمدين، والمحنك السياسي الدبلوماسي عبد العزيز بوتفليقة منقذ الجزائر الذي تزامن وجوده مع مُر الحياة وعلقمها، ليتجرعه دون أن يحس به، ناكرين الفضل، محدودي المعرفة والإطلاع ، محدودي التصور والآفاق ، وخاصة العملاء، بيت الداء، ((معظمهم)) مزروع بالإدارة الجزائرية متمكنين بما ورطونا به من مديونية، تترتب عنها بقاءهم المشروط، مقابل الخيانة وما اكتنزوه بالبنوك الأجنبية، وازدواج الجنسية.
المديونية التي تسابق البعض من بلدان الهيمنة وأشكال الاستدمار ( الاستعمار؟ ) لشرائها لتبقى الجزائر برمتها تأتمر بأوامرهم إلى يوم تسديد آخر فرنك، وربما التنازل عن أمهات بعض القضايا هو سبب بلوانا، كالذي يقطع أحد أعضاءه لئلا يلتهمه السرطان بأكمله. الله يكون في عون الأحرار منا للتمسك بالصبر والعمل على إنقاذ النسبة المتاح خلاصها من هذه الظروف الشيطانية اللا إنسانية.

وطني منحني كل خير من بداية خطاي الأولى وتتبعها رغم تواجدنا بالجمهورية التونسية الشقيقة على أتم الكلمة والفعل آنذاك أيام الشدة، يوم كانت كل الدول العربية والإسلامية تغدقنا بما جادت به شعوبها ومسئوليها من خيرات وتعاون يشهد له التاريخ، ومستوانا الفكري والوطني العربي الإسلامي الذي لقنونا إياه على يد جهابذة الزيتونة والأزهر ومن تخرج من مدارس التربية الإسلامية العربية من قسنطينة وبجاية وبعض الزوايا التي لن تتواطأ مع المستدمرين بذر الرماد بأعين المواطنين الأبرياء، يشهد لهم التاريخ بهذا.

منحني الهدنة سنة 1962 مقابل التضحيات الجسام التي بدت في شكل الاستقلال، وكان بالفعل استقلالا، لو لم تستفحل أيادي أبناء الزوايا من خونة وقيادات البارحة أعوان المستدمر الذي تسلل بعضهم واخترق قبيل الاستقلال المنظومة الجزائرية الثورية، من ضباط بالجيش الفرنسي إلى جنود بجبهة التحرير الوطني بشكل التائبين(....؟) والباقي إلي الإدارة الجزائرية مباشرة فجر الاستقلال (......؟) استعان بهم المجاهد الشهيد بوخروبة بومدين رحمه الله الذي حقن دماءهم لاستعمالهم تحت الرقابة الفائقة لسير أمور البلاد التي كانت تشكو فقرا مدقعا على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، بدلا من توظيف أجانب وبفكرة التخلص منهم بعد تخرج دفعات من أبناء الشعب، الشيء الذي لم يحصل لأن المنية وافته، تاركا وراءه أكبر عصابة مجرمة من خونه البارحة خونة اليوم قبل المؤتمر الخامس لحزب جبهة التحرير الوحيد الحزب الحاكم الملغم قائلا لهم في لقاء جمعه بهم وهو يخطب فيهم مشيرا بأصبعه إلى الصفوف الأولى : الخونة الموجودين هنا، نهاية مهامهم تتزامن مع المؤتمر الخامس إن شاء الله.منها كان التعجيل باستفحال مرضه بقدرة قادر،والمدة التي كانت تفصله عن الموعد كافية للقضاء عليه وعلى غيره...

واستفحل من يومها مرض الجزائر برمتها وبقيت تتقاذفها التيارات والارتجال السلبي...
الجزائر منحتني فنانا سياسيا دبلوماسيا يعبق برائحة أجداده الأحرار، بإسلامه، بإيمانه، بوطنيته وبأخوته، الطبق الشهي والمفضل لمصاصي الدماء خفافيش البارحة واليوم، السماسرة، الخونة، من عملاء الرجعية الفاشية، ألغام فرنسا من الأحياء المزروعة بيننا ، لا يعيشون إلا في ضلال النيران وسكب الدماء وعرقلة مسار المصالحة وتفكيك روابط أواصر الأخوة والمحبة التي كانت وما زالت هدف أعداء الجزائر، وأعداءنا أعداءه.
الجزائر منحت كل أبناء الشعب الجزائري كل خير من افتقاد الشهيد المرحوم بومدين الحكيم إلى يوم الإجهاز عليه. منحتنا النخبة التي هاجرت بتضييق الخناق عليهم لا لشيء فقط لأنهم أبناء الجزائر ، أبناء الشعب، أبناء بومدين وغد الجزائريين الأحرار.

حرمونا من أعز أبناء مخابرات بومدين، ومن أعز مفكرينا ذوي الكفاءة العالية في جميع الاختصاصات من هم كبار مسئولين على رؤوس مؤسسات عالمية أجنبية يديرونها بامتياز منقطع النظير، حرمت منهم الجزائر وأبناءها مباشرة بعد تخرجهم ورجوعهم لاستلام مناصبهم ببلدهم فكان ازدراءهم واحتقارهم أول ما بدأ به مخطط الانتقام منا، ومن بومدين والجزائر.

منحتنا الجزائر كل شيء ، غاز، مخ الأرض الأسود، الذهب ، اليورانيوم ، الحديد، الطاقة البشرية بنسبه ما يفوق الـ 75% فكان الشباب ضحايا منظومة تربوية مخدوعة اليوم، تتخرج بالآلاف كل سنة باختصاصات لا علاقة بينها وبين ما يحتاجه سوق العمل والتشغيل.
منحتنا الأيدي الآثمة، وشبابا لا يصلح اليوم، إلا ألغاما خطيرة متنقلة تهددها أخرى أخطر منها بكثير.
والحكمة تقول من حفر بئراً لأخيه وقع فيه، الله يكون في عون المواطن السيد عبد العزيز بوتفليقة والصالحين من أبنائنا الذين لن تمسهم بعد سموم خُدام كلاب رعاة البقر والخنازير.

بشهادة الأعداء والأقارب، منح المواطن السيد بوتفليقة للجزائر فرصة حقن دماء الجزائريين من دوامة الموت المؤكد والمخطط له من الداخل بالتعاون مع أعداء الأمس من مستدمري الجزائر والجزائري وما آمنّا به ديناً حنيفاً لنا.
منحتني أقصى ما لديها من مناظر مختلفة، تختلف باختلاف المناطق وطبيعتها، فيها ما هو طبيعي رباني، وآخر من الطبيعة يستخلص، وتجود به أنامل الفنانين والفنانات، وهو معروف باسم الصناعات التقليدية، سواء كان ذلك خزفاً، أواني خشبية، أسلحة مختلفة نارية وبيضاء، حياكة بيوت الشعر(الخيام) وبيوت نظم الشعر، التي تتسع لتلد خرافة وقصة وحكمة ورواية، وربما أسطورة جديدة.
منحتني الوجود، والعضوية، أصبحت خلية في نسيجها، أتأثر أوتوماتيكياً بمن حولي وتربطني بباقي تحولات الخلايا، لا أقول الأخرى بقدر ما أقول أوصالي وعروقي التي تغذيني، وبإمكانها في أسوأ الأحوال أن تسممني، إذا أصيبت بمرض أو شذ تفاعلها المكمل، ما يتسبب في التلف النسبي، وإذا تضاعف بغياب العلاج يكون التلف مصير الكل.
منحتني ما فيه الكفاية ونطمع ونطمح في المزيد بعون الله ليكون القلم قلم، والريشة ريشه، والإزميل إزميل، وكلهم قلم .
ألم يقل العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم *علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم* (صدق الله العظيم). وبذلك تنعت كل النبهاء جهابذة المعرفة والدراية بشؤون الحياة الدنيوية والإسلامية لنتحاشى الحق الذي يراد به باطلا بقول الكلمة الدينية الخاطئة لتمرير ما يسمم به كل ما هو إسلامي، التي أساءت وأساءوا بها خاصة للعلماء الذين تفطنوا للعبة القذرة والتي هي على مقاس ملوكهم وأطماع بعض من سموا أنفسهم رجال دين، الشيء الذي انتشر اليوم بقوة بمحاربة الإسلام في عقر داره على أساس أنه دين من يفسد ويفسق ويقتل في الأرض (إرهابيون)، الشيء الذي عززه أشباه المسلمين ليفسدوا ويفسقوا على المنوال الغربي
ويبقوا بذلك جاثمين على رقاب الأقلام وليها وخاصية الإسلام.
بربك يا سها...، على أي ريشة وقلم نتحدث، الخائنة منها أو النزيهة عالمياً ؟
النور، والظلام والظلم بينٌ، والكل يميز بين ذا وذاك وبامتياز، لا يقوى بوكرش ولا أظنه يأتي بأحسن ما جاء به أهل الحق والعدل في الإنسانية بأكملها من وصول آدم وحواء على سطح الكون الأرضي إلى كتابة هذه الكلمات المتواضعة النابعة من عمق جرح غائر يزداد اتساعه يوما بعد يوم، بعفونة الروائح الكريهة المسجلة بقاموس العطر المفضل لدى الآتية أسماءهم ، رائحة الملوك، رائحة الرؤساء والوزراء ومعظم المستثمرين في القطاع البشري من الخونة.
أما الريشة حدث ولا حرج، من أتباع المدارس الغربية ومعتنقيها إلى عدد لا بأس به من الكتاب والأقلام التائهة في مفهوم ومرامي الحداثة التي بررت وجود الهش وما شذ وتعميمه للقضاء على ما تبقى من رواد حسن الصنع، حسن صنع كيان صاحب أجمل ما أثثت به متاحف ومكتبات أعدائنا، الذين استدمرونا (استعمرونا) ودمرونا وما زالوا يعملون على ذلك راكبين ظهور الأذلة والخونة منا.
لا مستقبل للريشة الإسلامية العربية ولا للقلم الإسلامي العربي مستقبلا، لأنهم أصبحوا في عقر داره بنسبة تتجاوز 98% إلا ما تجاوز حدود العالم العربي للضفة الأخرى ويرون من خلالها ومن ورائها عدة مآرب.
بدأت أمارس الفن بالمستوى اللغوي التشكيلي والمطارحات الافتزازية، بعد نضج ومستوى معين، يبدو لي من الـ 40 ربيعا من عمري إلى اليوم، لأقول: أن ما قبله أعتبره مجرد "جامباز" كتمرين بحث عن التوازن أو كيفيات العمل بالتوازن والحفاظ عليه ليستمر العمل بالتعديل، مع كل طارئ يخل به ويعرضه لـ ....
وما دامت حياتنا المادية والطبيعية لا تعتمد على الاحترافية الفنية كممارسة يومية ونعيش بغيرها، أي بالاندماج في سلك التعليم كأساتذة رسم، وليس أساتذة، لست أدري إن كنت قد لاحظت أن الخطاب الحالي للكل أصبح استعمال كاف التشبيه هو التعبير السائد، ك ك ك .....كملك، كرئيس، كفقيه ك.....وبتنا وأصبحنا في الاعوجاج على شاكلة الكاف (كـ).
متى رأيت استقامة ظل عود أعوج ، وهل يستقيم الظل والعود أعوج ؟.
في ظل كل هذا، وما دمت مدمنا على ممارسة التشكيل كوسيلة أردت امتلاكها
فقط للعمل بها عند الضرورة، عند عجز معارفي الأخرى لقضاء حوائجي من خلال قضاء حوائج من جاورني ممن يجمع بيني وبينهم عامل مشترك.

ضيق الخناق والتكلفة المادية والزمنية التي يتسبب فيها العمل الفني التشكيلي مضرا بحياتي المادية واحتياجات أبنائي اليومية كان حافزا لأطور الأسلوب والوسيلة ضعيفة في حيز التكلفة المادية لأواصل باحثا عن أكسجين حياتي الفني بكل الأشكال والوسائل المتاحة، من بينها الكتابة التي بدأتها عام 2006 الذي مضى مكحلاً عيني بدمعة على حالنا ووضعنا.

وأول مخطوط لي عنونته بـ (سعادة لصفر) سيطبع إن شاء الله عام 2008، وحوالي 70 موضوع بين نقد ومقال، نشرت معظمهم، بمجلة الفوانيس الأدبية الإبداعية الفنية و مجلة أصوات الشمال، ويومية الجزائر نيوز ويومية نبأ نيوز اليمنية الالكترونية.
نواصي هذه الوسائل مثلها مثل نواصي الخيل إذا أحسنت لها وحظيت بالرعاية وجدتها تستسلم لك متى أردت العمل بها، وبغير ذلك تمردت وضاعت ضحية ذلك.

 تقرأ وتكتب وترسم وتصنع من الصلصال نماذج مذهلة للتأمل، هل يحتاج برأيك الفنان إلى قراءة ما يصنعه قبل أن يجسده لوحة بألوان أو صلصال؟
كما أرى من خلال رؤيتي أن من مصلحة الكاتب أن يزور المعارض الفنية ؟ هل توافق على رؤيتي تلك ؟ ما الفائدة من الاطلاع على معارض الفنانين؟
هل هناك رابط بين الفن والكتابة؟

 قبل بداية الرسم والنحت وأخيرا الكتابة، كنت بجميع حواسي متتبعا لمفاهيم ومرامي ما نحت من معاني بالتشكيل المادي واللغوي لبعض تصوير أهل الدراية والمعرفة في استعمال أشكال التعبير المختلفة التي حبك بها الرسامون والنحاتون والكتاب روائع وبديع أثاث المتاحف والمكتبات والمخابر، وبالتالي نحت بذلك ما يشبهني ويشبهك بالتجذر والكيان بالمعنى وبالفعل بالحضور والمشاركة بالتصادم، بالتلاقي والتقاطع، بالتفاهم، بالتفاضل والبقاء للأحسن بالبديل المتطور لاحتياجاتي الخاصة من خلال الاحتياجات العامة.

ومن جملة هذه الاحتياجات ما هو إشكالي مطروح لجدة وحداثة معطياته والتعامل معها تعاملا مخبريا قبل التعامل بها، لذا من واجبي في البداية التعامل التجريبي المفتوح على المغامرة...والاكتشاف ومن ثم كل شيء وارد بما في ذلك تضاعف الضريبة... التي هي عين الدروس ونظرياتها التي تؤسس للعمل الفني مناهج في الإبداع، في التصور، والمفيد بمحاولات متتالية للنيل منه بتقليص أعلى نسبة ممكنة تمكنه من النيل مني ومنك... بالكتابة والرسم، بالتصوير والنحت، بالتحسس والموسيقى، بالذكاء والسياسة، بالإخلاص والتفاني، بالسهر والمثابرة، بالضريبة والتضحية، بالانتصار وتكامل ما سبق ضمان البقاء، والخلود بالهروب لله عز وعلا وجل جلاله.

  قرأت في كلامك توجهاً نحو الفساد في السلطة خاصة فيما يتعلق في المنابر الثقافية، برأيك من يدعم هذا الفساد، السلطة ؟ أو من هم وراء أحداث الوطن من منظمات إرهابية تقودها الماسونية الصهيونية الأمريكية؟

 لا أرى سلطة قامت أو قائمة لو لم يكن وراءها أقلام... مصلحة...قد تضيق وقد تتسع بعدد المعارضين، منهم المتأرجح بين، بينٍ بالتنازل المأجور والمساومة أو قهر بالتصفية وأشكالها المتعددة، كان ذلك مع الأنظمة بالداخل أو التواطؤ والخيانة كلية لمصالح عولمة سفك الدماء والهيمنة شكلا ومضمونا بكل المسميات والحجج التي تبدو حقا، لكن الغرض باطل.. باطل.. باطل .

  أيهما ينتصر الثورة الوطن، الكلمة ؟ أو اللوحة ؟ في أي منهما يكون التأثير أشدُّ بلاغة من الآخر؟

لقد أجاب أدولف هتلر عن هذا السؤال قبل بداية غزوه للعالم يوم قذف بمعتنقي مدرسة الباوهاوس الى شواطئ أمريكا، المدرسة التي جمعت فطاحلة الفنون بجميع أشكالها واختصاصاتها الشيئ الذي صنع القوة الأمريكية التي نعرفها اليوم. لأقول لن أفصل شيئا عن شيء والخالق أحاديته تتجلى بأحادية ووحدة هذه الأشياء التي ذكرت وباقي ما لم أذكر.

 في مدونتك لا تغفل أي رسالة لك ولغيرك، ما سبب الاهتمام بهذا؟

 فقط ليكون التواصل هو النموذج الحقيقي والمثال في الأخذ والعطاء لبناء كيان وحدوي أساسه القوة المنافسة، وللحفاظ على التوازن المثالي، وتقليص المسافات، وليعرف الكل أني مازلت في حاجة لمعرفة ومعارف الآخر لأني بدونه لا أمثل شيء.

 لوحة للفرح ، لوحة للحزن ، أيهما تجد نفسك منصاعاً بلا شعور لتلوينها؟ ولماذا ؟ ما هي أحلامك فناناً ؟ إنساناً؟ ناقداً؟ شخصاً عادياً؟ ورجلاً يحمل كل هذه الصفات ؟

  الفرح تعبير مجازي نسبي، ونسبي جدا بالمقارنة مع الحزن سيد الوجود، ربما هو ثمرة تقتطف بعد معاناة وتضحية مرة أبسطها، أسميها نشوة انتصار سرعان ما ترمي بك لتتجرع مرارة ما بعده، ولا كمال إلا كمال الله.
كلنا عابر سبيل يعمل للتكفير عن ذنوبه وفي هذا الامتحان يكرم المرء أو يهان
يوم يلاقي ربه ويجازى بما فعل وتتضح جليا نهاية اللوحة كانت مفرحة أو محزنة، تتعدد اللوحات شكلا ومضمونا لا ألوان لها إلا ما بدا على وجوه غيرك بالرضاء والالتفاف حولك أو إدارة ظهورهم والابتعاد عنك.

 ما موقفك من المرأة؟ هل توافق على الفصل بين الأدب الذكوري والأدب النسوي كما يشاع؟ هل المرأة ما تزال قاصر فكرياً عن مواجهة كل تحديات العصر؟ ما السبب؟

  ليس لي مشكل يجبرني على طرح مثل هذا السؤال ولا الإجابة عنه لا لشيء سوى أني متأكد من أن لا وجود لي، ويستحيل أن أتواجد أنا أو أنت بدونهما، بأدب وآداب أمي، وأدب وآداب أبي، حنين وحب أمي، وحنين وحب أبي، وبالمثل أنت، لكن أنا وأنت بداية واستمرار وجود سواء كان ذكرا أو أنثى والعامل المشترك بينهما إنسان لا جنس له.
أما ما يخالف هذا أعتبره استفحال مرض، وإشكالية للمغالطة، وتقصير من الطرفين في فهم القوانين الطبيعية والعمل بها، وما ينتج عنها اختلال في التوازن وكثرة الانزلاق ويستثمر فيها بالطرق الملتوية كحقوق تنتهي دائما بالباطل وقضاء المصالح الضيقة التي تزيد الطين بلة.

 سؤال لم يرد هنا، تسأله أنت، تجيب عليه أنت... وبكل مالديك من حب لهذا الوطن وتلك الأمة نكون قد أضفنا إلى قائمة من نفخر بهم محمد بوكرش.

 لن أجد أحسن من الإنترنت والرقمية التي أثمرت بتقليص المسافات، وبنت جسور تواصل أجمل وأروع، لقاء أبناء وبنات البيت العربي الذي أتمنى أن يتحقق أخيراً، وأجمل مثال هذا اللقاء الحميمي الذي يرسم لوحة الفرح التي أريد وتريدين...

كل حبي وتقديري واحترامي لأمتنا قاطبة من خلال حبي وتقديري واحترامي لك سيدتي الكاتبة والفنانة الإنسان سها جلال جودت.
سنة ميلادية 2008 سعيدة وكل أيامكم بالعمل الصالح أسعد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى