حينَ نَطقَ الجبلُ
يَا أَيُّهَا الحَرْفُ الَّذِي دَامَ حُبًّا فِي قَلْبِ وَجِعٍ،
قُلْ حَرْفًا يَكُنْ دَلِيلًا لِحُبِّ أَهْلٍ،
وَلَا تُقَدِّمْ أَيَّ مَالٍ إِنْ عَجَزَتِ الحَالُ،
فَلَا يُقَاسُ المَرْءُ بِمَا فِي اليَدِ،
إِنَّمَا بِمَا فِي القَلْبِ إِنْ ضَاقَتِ الطُّرُقُ،
حِينَ نَطَقَ الجَبَلُ،
رَدَّدَ رِجَالُهُ صَدَى الوَفَا،
حَمَلُوا الصَّخْرَ عَلَىٰ أَكْتَافِهِمْ،
وَزَرَعُوا بَيْنَ الصُّخُورِ كَرَامَةً لَا تُمْحَىٰ.
قَالُوا لَنَا: حَرِّرُوا بِلَادَكُمْ بِالشَّهَادَةِ إِنْ لَزِمَ.
حِينَ نَطَقَ الجَبَلُ،
كَانَ صَوْتُهُ وَعْدَ عَاشِقٍ لَمْ يَعْرِفِ الغَدْرَ،
وَأُنْشُودَةَ شَهِيدٍ رَحَلَ لِيَبْقَىٰ فِينَا،
يَا أَيُّهَا الحَرْفُ عَلِّمْنِي،
عَلِّمْنِي أَنْ أَكْتُبَ كَيْ لَا أَخُونَ،
وَأَنْ أَنْطِقَ كَيْ لَا أَصْمُتَ،
وَأَنْ أَبْقَىٰ كَالجَبَلِ،
صَامِدًا، صَادِقًا، وَفِيًّا...
