الأحد ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم علي شنينات

حيْن قدّمْتُ اعْتِذاري لِيَدي

إتْبعيني
واتْبعي شَهْوتي
إلى آخرِ العمْر الشّقيّ
لا تتْبعي شَهْوة الماءِ
حين يخرجُ من طيْنةِ الأرضِ
فثمّة ما كرّستْهُ الطّحالبُ في أوّل النّبعِ
كي تموت الحقيقةُ كلّها
وتأخذنا الهواجسُ الى أبعد نقْطةٍ من تخيّلنا الفسيحْ :
أننا أوّل الماءِ
ونبْتُ الخُزامَى
والسّامِقون
اتْبعيني
واتْبعي هاجسي إلى آخر النّبعِِ
فأنا آخرُ الماءِ سيّدتي
وآخرُ الفرسان الظامئين
أشربُ ما نزَّ من جرّة أمّي
تحت السّروة العالية
في الصبح أنثرُ غايَتي
على شبّاك شرْفتنا الواهية
وفي الليل أجمعها
في حضْن حلْمٍ طفوليّ طويلْ
وعلى ظهْر يدي حرفٌ ناشزٌ جداً
الى حدّ الفلولْ
إتْبعي نَزَقي
فأنا نصْفان من عاجٍ ومن سَديم
تربةٌ خصْبةٌ بالماءِ والملحِ
لا أشْبه إلاّ أنا
متطرّفٌ في كوكبٍ هاربٍ عن مداره
متصوّفٌ في صوامعي الحمراءِ
فأحرّكُ الأشياءَ بالشّبقْ
خارجٌ على الدنيا
على نفسي التي أحبها حدّ الذّبولْ
 
** ** **
إتْبعي قلقي
فأنا منذ بدْء البدْءِ
رميْتُ بالجسد النّحيلِ على قلق الكلامْ
وخرجتُ من ظِلّي
_على سَهْوةٍ _
لأتْبعني إلى الوجْد الشّديدِ....
إلى فكرة العَبَثْ
خرجتُ من صمْتٍ مطْبقٍ إلى صمْتٍ مجلْجلٍ
كعواءِ الرّيحِ على التلّة العاريةْ
 
** ** **
إتبعيني
لقد أخطأتُ في عدّ أوْقاتي التي لا تجيءُ
فانتبهتُ
في هزيع الأمْسياتْ
وهي تركضُ خلْف لُهاثي المسْتبدّ
وشحوب وجْهي على هوْل المسافة
بيْني وبيْني
فقدّمتُ اعتذاري لِيَدي
إذْ غادرْتها
ـ كلّ هذا العمر ـ
مُعلّقةً على قوْسِ اغْترابي
وأجّلْتُ دمي ألاّ يسحّ
بوادٍ غير ذي زرْعٍ
شَتاتْ
فكسَرتُ شَْرْنقة الحضورِ
على عُنق الزّجاجة الأخرى
وأومأتُ لِنادلِ المقهى في الهزيعْ :
أيْ صديقي!!
إرْفعْ معي بعْضي....
مُثْقلٌ
ضيّعتُ بعْضي في الجهاتْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى