الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم قصي محمد أحمد

دموع الحزانى

من صمتك الصوت .. والأوجاع أصداء

من قال : صرخة هذا الصمت خرساء

كوني على القيد ، قيدا .. لست عاجزة

مادام في الأفق تلويح و إيماء

قد عشت تصغين .. والأصوات عالية

تكلمي : الآن ، للأصوات إصغاء

إن خاط من خاط أفواه الجراح لكي

تخفى .. فما لدم الأوجاع إخفاء

قد كنت .. كانت قيود النار لاهبة

على يديك .. لها حزّ وادماء

والقيد ليس حديدا محض .. فهو كما

ترين ، خوف وآراء وأهواء

حملت أخطاء خاطئيك غافرة

وليس تغفر بعد اليوم أخطاء

الحق إن لم تكن يا سيف منقذه

هيهات تنقذه في الأرض آراء

الناس صنفان : موتى في حياتهمو

وآخرون ببطن الأرض أحياء

إيه فلسطين ..أوجاع قافلة

ولحم جسمك فوق الأرض صحراء

ولا حداء سوى هذا الحداء .. سوى

جسم يفجره الشوس الأدلاء

هل تطلبين جيوشا ؟ إن جيشك في

جسوم من أرعبوا الدنيا كما شاءوا

ماذا نسمي ! وهل للمجد تسمية

تطالها في السما والأرض أسماء

من علم الغيدا فن الموت تضحية

هن القوارير .. حيث الجارح الماء

تمشين للموت إيغالا به شرفا

وعزمهنّ قبيل الروح مشّاء

يقصدنه قاصرات الطرف لا خجلا

لكن يخجلن من راحوا ومن جاءوا

ومن لأجسادهم في الأرض مّتكئا

ومن لأعينهم في الأرض إغفاء

إكليلهن فلسطين ، ودمعها

والعرس موت ، وشمع العرس أشلاء

يئسن من عمرهن المر .. محرقة

هنّ الرماد بها .. والأرض عمياء

أما الدموع الحزانى فهي أقبية

أما الصراخ المدوّي .. فهو ضوضاء

فاخترن موتا عزيزا يحتمين به

فالكل هن وباقي الأرض أجزاء

هذي معادلة الأبطال .. كل دم

يسيل ضوء .. ومن لم .. فهو ظلماء

من قال ذلت فلسطين لغاصبها

الغاصبون فلسطين أذلاء

والله إنا لنستحيي على وجع

وما لأرجلنا للموت إبطاء

لكننا نلعن الأرض التي ابتعدت

وآذنها عن صراخ الجرح صماء

ما للمسافات لم تقرب وان قربت

أما لعلة هذي الأرض إبراء

هل من معير جناحا يا قطا ، فخطى

أدنى فدائية بحر ورمضاء

كأنما الأرض مدت واجية

وخلف إرجاء هذي الأرض أرجاء

يا حيف تنتهك الأعراض دامية

وللصهاينة الأنجاس إيواء

فأي تسوية والأرض تذبح والـ

أعداء مهما ادعوا في الأرض أعداء

وأي سلم وبحر من دم طفحت

أمواجه .. فهي أعناق وأثداء

وما النوايا سوى بئر مجوفة

لها لكل طماء الأرض إغراء

يا ويح من لم يقف سيفا وسارية

ابعد أرزاء جرح القدس أرزاء

كأن دمعة (يافا) سبة .. ودم الـ

(مخيم) الآن في ساحتها ماء

هذي خيول العرب حزّ بها

حديدها .. ومراقي الغيظ سماء

يقفن حيث وقوف الموت جامحة

أدنى علاء لمرقاهن جوزاء

لكن يا حيف والحيف ارتجاف يد

غيظا لها في دياجي الموت أضواء

أتبعد الطعنة النجلاء وهي على

أحزانها طعنة للموت نجلاء

أتبعد الأسد عن مرأى طرائدها

وما لها في تخوم الأرض أنداء

وتسبيح ذئاب الغدر خاصرة الـ

(أقصى) ويبكي به (مهد) و (عذراء)

فهل يضيع عويل الأمهات سدى

وهل يشيخ على الأبناء آباء

ذي خيبر يا علي الحق قد وقفت

في الأرض ثانية واستفحل الداء

جرد فقارك قد عاث اليهود بها

واعصف .. فعاصفة الكرار هوجاء

بمهد عين وإسراء الرسول دم

يجري وليس له في الأرض إرساء

للداء كي .. وللسيف الرقاب .. وللخيل السروج وللصحراء حداء

وأنت هذا وهذا ثم تلك وذا

وهول غيضك رواح وغداء

قد صاح : لم يستمع للصوت سامعه

كأنما أذنّ الأشهاد جوفاء

والناس والأرض إيغالا بصمتها

صم وبكم وصماء وبكماء

لكن .. ولكن تعيق الصوت في رئتي

وللمواجع بي حز وإضفاء

إن كان سدت عليك الأرض اجمعها

لك السما .. وبراق الغيظ إسراء

فعلتها .. فافعلن ما أنت فاعله

لله نور متمّ .. شاء ما شاءوا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى