الأحد ١٠ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم إياد أحمد هاشم السماوي

رأسُ الرمح

أدِرها زعافاً وامتشقْ سيفَها حربـــا
وسُقها فصيلاً تَأمَن الذئبَ والدربــــا
 
أزلْ عنكها من غيمة الصيفِ ممـطراً
فإن أمَرَتْ كفّاكَ أمطَرْتَها غَصْبـــــــــا
 
ودَعْها بغاث الطير ما اصطفَّ ريشُها
فما بلغَتْ للصقر حداً ولا صَوْبــــــــــا
 
كأنَّكَ منـــــــــــها منزل الدُّرِ للحصى
وليس لما ساويتَ ، وصلاً ولا قُربى
 
تولّيتَ عمّنْ قــــــــــــال إنَّ بكَ الأذى
وأصلَحْتَ ما أصلَحْتَ لمْ تقرَبِ الجَرْبا
 
أ سالتْ بكَ الوديانُ أمـــــــراً مقَدَّراً ؟
فَمَنْ ذا الذي أبلى بساحتها ضربــــــا
 
سقيتَ الذي نادَمتَ من خــــيرِ مِعصَرِ
فنَمَّ بها جهراً وأنكَرَها صبّـــــــــــــــا
 
تُشَيِّدُ محرابَ الحقيقةِ قائـــــــــــــــلاً
ودونكَ من شادوا ومن نطقوا كِذْبـــا
 
أتُعليهُمُ ؟ والأرضُ تنـــــــكرُ سيرَهُمْ
رَدَدْتَ لها الحسنى وردّوا لها سبّــــا
 
أجَزْتَ لها أن تركب الدهرَ قصــــــــةً
تساقَطَ منها الكيلُ واضْطَرَبَتْ جَنبـــا
 
أدِرْها تَجِدْها فائضاتٍ ولسْتَهــــــــــا
بخيلاً وشيخُ القومِ من أطعَمَ الكلبــــا
 
أدِرها وأفْرِغْ درَّةَ الكأسِ واسقِهـــــا
تجِدها قصاراً والرُحى تعلمُ القُطبــــا
 
ولستَ لها خصماً يؤلفُ بينـــــــــــها
لأن بها عقلاً إلى خيرهـــــــــــا يأبى
 
كَمحْوَلَّةِ المسعى تراها مُخِفّــــــــــــَةً
على السير شرقاً والحُداةُ سرَوا غربـا
 
كَمِنْتَ لأنقاها فما ردَّ قولـــــــــــــــــةً
فإنْ تَحْمِكَ الأثوابُ أنعِمْ بها ثوبــــــــا
 
فلا تجزعَنْ ما الناس إلاّ ثلاثــــــــــــةٌ
ولستَ نبياً أو على دينها تصبــــــــــا
 
ولستَ غريبَ الدار إنْ شـــــــحَّ ناصِرٌ
لتَحرسها باباً ويخرِقها جَنْبـــــــــــــــا
 
وما شأنها في الرأسِ عظَّمَ قلبَـــــــها
وحسبُكَ رأسُ الرمحِ أصغرُها قلبــــــا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى