الاثنين ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم نوري الوائلي

رحلة النجاة

الهي قدمتُ بسوء الكتابِ
ببخس الفعالِ بجهل اللباب
الهي قدمتُ وحالي يبيحُ
دخول السعير لزوم العقاب
فأنت المجيرُ وأنت الكريمُ
وأنت الغفورُ بيوم الحساب
ترد السؤالَ بجود العطاءِ
وتُجزي القليل بفيض الثواب
قريبٌ اليّ برغم الجفاءِ
حنونٌ عليّ بدهر الصعاب
تقابلُ سؤلي بجودِ الجوادِ
تقابلُ ذنبي بلطف العتاب
فتجبرُ كسري وتغفرُ ذنبي
وترحمُ ذلي بوسع الرحاب
برغم العيوب برغم القصورِ
ستير بحالي بحسن الحجاب
الهي قدمتُ بكثر الجحودِ
وطول الصدود وضل العياب
حملتُ الخطايا وقلبي يجولُ
بزيفِ الوعود وغدر الصحاب
فما نمتُ ليلي قرير العيونِ
ولا عشتُ صبحي حليل الحراب
مضيتُ أغازلُ كبرا وزهوا
وجسمي يغوصُ ببحر التراب
حلمتُ بدنيا تجيبُ مرامي
ونمتُ أنادي خيالَ السراب
أفقتُ كمن ذاق سوطَ الطعانِ
بليغ الجراح طريد الغراب
أفقتُ أنازعُ ثقل الذنوبِ
وعبء الخطايا وجمّ المصاب
أؤمل فوزاً بدار الفناءِ
وأنشدُ مجداً بأرض الخراب
الهي فررتُ اليك بحالٍ
أصاغ البلاءَ بدنيا الوصاب
عبرتُ المحيط قطعت البراري
علوتُ الجليد وستر الضباب
تركت العيال ولهف الخليلِ
ودفء الحنان وطيب الملاب
وجئتُ اليك بقلب ينادي
أجرني الهي بعتق الرقاب
ملكت نعيماً يفوق الحسابَ
وعشت بجهلي حياة الدواب
الهي قدمت بثقل المشيبِ
وجور الحياة وطيش الشباب
عشقتُ الحياة برغم العذابِ
وعشتُ الجراح بصبر الركاب
نسيتُ الممات نسيتُ اللقاءَ
بربٍ قوي شديد العقاب
أغثني الهي بفك القيودِ
ولطف الحسابِ وحسن الجواب
وأبصرْ بحالي وأغسلْ فؤادي
كما يغسلُ الأرضَ ماءُ العباب
أضفْني الهي بحسن القبولِ
أجرْني الهي بعتق الرقاب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى