رحل معلم الكار الاول...«صوت الذين لاصوت لهم»

رحل صاحب الرسالة، صاحب القلم السيال، القلم اللاذع عند قراءة مايخطه...
رحل المعلم، معلم الكار وحريفه...
الكاتب والصحافي طلال سلمان مؤسس ورئيس تحرير جريدة السفير البيروتية ...
رحل بعد عمر مديد في الكد والعمل بانبل المهن وارقاها...
مهنة مسؤولية الكلمة...
رحل عن خمسة وثمانين عاما...
صباح الجمعة، الخامس والعشرين من أب/أغسطس ٢٠٢٣....
غاص عميقا في بناء صحيفة السفير، الصحيفة التي صدر عددها الاول في اذار/مارس ١٩٧٤...
وقد اتخذت شعارها "جريدة لبنان في الوطن العربي، وجريدة الوطن العربي في لبنان"، وشعار "صوت الذين لاصوت لهم"....
مضى طلال سلمان مؤسس ورئيس تحرير جريدة السفير البيروتية في ذمة الله ...
مضى الى رفيقه وصديقه وزميله الفنان الشهيد ناجي العلي ...
وقد تزاملا في العمل اليومي في فترة ساخنة من حيث اوضاع لبنان وفلسطين وعموم المنطقة....
ووقتها كانت اعمال الفنان الاستثنائي الشهيد ناجي العلي، ورسمه الكاريكاتوري اليومي على الصفحة الأخيرة للجريدة يقض مضاجع من يصيبهم في الصميم...
شخصيا، كنت مداوما بالكتابة على صفحات الراي في السفير...
عندما كان الزميل جهاد الزين مسؤول عن صفحة الرأي....
والزملاء الذين استلموا الصفحة من بعده...
وعلى الصفحات الثقافية التي كان الأديب بوول شاوول مسؤولها ومشرفا عليها...
وعدا عن اللقاءات العامة، كنت شخصيا، قد التقيت بالمرحوم طلال سلمان بلقائي عمل في مكتبه ببيروت....
الاول لنقل العتاب على مقال رئيسي نشره باسمه، وفيه عبارات تخص من كنت أعمل في اطاراتهم...
من نمط "هذا البدوي المتمركس" قاصدا الاول في التنظيم....
وعبارات على ذات المنوال....
فابتسم المرحوم طلال سلمان، وبادلني الامر بحوار مشترك هادىء استمر ساعة ونصف تقريبا...
والأمر الثاني لمناقشة مطبوع سياسي كنت من المعنيين بإنجاز ومتابعة أموره...
وكان قد صدر عام ١٩٩٦...
وقد تسبب باشكاليات معينة....
دخلت/أو أدخلت السفير على خطها...
نقفز عن الحديث بشأنها...
رحم الله طلال سلمان....
رئيس تحرير الصحيفة التي استمرت في الصدور اليومي أثناء حصار بيروت صيف ١٩٨٢...
والمانشيتات العريضة التي حملتها "بيروت تقاتل ولن ترفع الاعلام البيضاء"...
طلال سلمان، العلامة الفارقة الاستثنائية في ميدان الكتابة والاعلام...
وصاحب الكلمة الحرة والمسؤولة...
العروبي اللبناني والفلسطيني