الخميس ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم رأفت دعسان

رسالة إلى عمان

عمان يا حبي الأزلي ، يا رفيقة أيامي ، يا نبع السعادة في آلام غربتي ، يا نهر الدفء في شتاء أحزاني .
إني أرشف حبك فنجان قهوة كل صباح، إني ألمس جسدك في عيني وأقبل ثغرك الشهي في كل ذكرى تمر بي.

عمان ، عمان ، يا وطن العذرية ، يا قبلة العشاق ، أحن إليك يا معشوقتي ، يا مهد طفولتي وبستان شبابي ، أحن إليك يا أنشودة العشق ، يا قيثارة الحب العذري ، أحن إليك ...
فبين ثناياك وعلى سفح ذاك الجبل ولدت أولى دمعاتي ؛ في ذلك المشفى العتيق الذي تثور في جنباته الطبيعة ، عازفة سيمفونية البراءة وعذرية الحياة .

وهناك في دارنا العتيقة على جبين أحد أبنائك السبعة نبتت طفولتي التي شربت نور شمسك يا عمان .
شبابي ، رجولتي ، عشقي ، ذاكرتي شربت خمرة عشقك وماء دمعك يا عمان .

كل ما فيك يا عمان مني، كل ما فيك يا عمان يسكن هناك في ذاكرتي.
إني أفتح كتاب ذكرياتي أمام ناظري ، إني أرى الآن تلك الصباحات الجميلة التي تتوشحها جبالك ، ها هي الشوارع تتدفق فيها الوجوه معلنة ولادة نهار من نهارات مجدك .
ها هي أنفاسك تداعب خصيلات شعري كأنامل عذراء تعشق أحرفي .
أهديك يا عمان أحرفي ، كلماتي ، نبضات عشقك السابحة في أيامي ، أهديك يا عمان طفولتي وشبابي ومساحات عمري الزاخرة بذكراك .
أهديك يا عمان قلبي وخلجاته، روحي وانكساراتها ، حياتي وأيامها ، بدايتي وعبراتها ، نهايتي وآلامها .

عمان عروس هذه الدنيا، عمان عصفورة الحب في هذا الزمان، فيا ربي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى