الخميس ٢٧ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم رأفت دعسان

عيـــون غجريــة

شاءت الأقدار أن تلقي بي أمامها حاملاً تعب السنين ووجع الماضي، شاءت الأقدار أن ألقاها لأجد عد وجنتيها الفردوس المفقود. وقفت أمامها وإذ بي أمام لوحة لا تنطق أمامها إلا بـِ ما هذا؟ ولا تدرك أأنت في عالم المحسوس أم في عالم الخيال.

عيونها غجرية تلمس فيهما الحرية والإنفلات من الممنوع وكأنها فرس في البرية بلا فارس ولا لجام، عيون تناظرك لا تدري أهي حنونة أم حقودة، سعيدة أم حزينة. نظرة يكاد القلب يسكت إجلالاً لها وانبهاراً بها.

سكنت جوارحي وانتقلت روحي إلى عالم الخيال راكباً سفينة مبحراً في عتمة الليل الذي يتوشح عيناها.

أنا في اللامكان في اللازمان في المجهول لا أدري إلى أين أذهب ولا أدري أين أنا ولكن آه ما أجمل الحرية. انا الآن أصرخ بلا صوت تقيدني حدوده أرقص في الفراغ أسبح في اللاوجود، ها قد وصلت السفينة إلى أين – أتظن أني ادري – إني أمشي في غابات من الرموش تتمايل كمخمور لم يذر كأساً معتقاً من شر شفتيه. أتعبني المسير في هذه الغابة فعطشت، إني أرى ينبوعا يتدفق هناك آخر الطريق شربت منه وليتني لم أشرب، ما أصعب أن تشرب الحزن فهربت ونزلت الوادي أسابق الصدى وفجأة أرى أمامي تلة ناعمة من القطن الأبيض فتسلقتها فكانت تحملني كطفل بين ذراعي أمه ووصلت إلى هناك في الأعلى وأنفاسي تسابق بعضها فجلست ثم أملت بجسدي عليها فشربت كؤوس السعادة واللذة فغفوت فنمت.

أفقت، أفقت وعدت إلى أبعاد المكان والزمان فانحنيت أمامها وقلت ليس الذنب ذنبك بل هي مصيبتي فأنا عليل بداء الخيال وداء مجالسة الجمال.

فاسمحي لي سيدتي أن أقبل عينيك لعلي أعود هناك، أعود هناك حيث الحرية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى