

رواه مُخَلَّدٌ
أسافرُ في مُخَيِّلتي بحَدسي
كعقلٍ حائرٍ في يومِ نَحسِ
فأرجِعُ بالعُقودِ إلي ورائي
وأخطو صَوْبَ تدميرٍ ليأسي
إذ الأيامُ لا تأتي بفرحٍ
ولا الأحلامُ تعبُر فوق رأسي
ووَعدُ الله للأيامِ دومًا
مداولةٌ كرومٍ بعد فُرسِ
فَرُحتُ أحومُ حولَ شتاتِ ذهني
وأختَرِقُ الغمَامَ بغير شمسِ
فأجمعُ كُلَ قَطرٍ في البرايا
أُجَهِّزُ ماستطعتُ لحَزْمِ حِلسي
لأُسْقِطَ غَيثَ جَبرٍ بعد صَبرٍ
فغيثُ الجَبرِ للأحزان يُنسي
ويشفى جُرحَ من يسعىٰ لنصرٍ
يفُكُّ كرامةً من قيدِ حبسِ
فخيلُ الله تدعو في ثَباتٍ
كأرضٍ خِصبةٍ تهفو لغَرسِ
جُموعُ الأُسدِ تتلوا آيَ ثأرٍ
وتنسج كل دينارٍ وفَلسِ
تسُن مخالبَ الأحزانِ سَنَّا
وتختزِن الدماءَ بطِيبِ نَفْسِ
بذاك الجانبُ الشرقي روحي
وتلك حقيقةٌ من قبل طمسِ
فهل من قائلٍ هيا استعدوا؟
ويَنْعَتُني ابن عَبسٍ لا بقَيسِ
ويكسر صمتَ آفاقي كأني
بيوم الحشر رغم دَوي هَمسي
فدأب الليلِ مهما طال عُمْرًا
فإن الفَجر آت دون لبسِ
وإن القرح إن يمسَسكَ يوما
فسوف يُذيق ذائقَها بمَسِّ
فصِرتُ على يقين أن ربي
سيُعلي رايتي من بعد نكسِ
هنا نادى المُنادي وقت ظُهرٍ
ألا هُبُّوا فذلك يومُ بأسِ
فقَوْلُ (الله أكبر) قد تجلىٰ
يَدُكُّ القومَ دكَّا وقتَ خِلسِ
نسور الجَو ترجمُهُم كطيرٍ
أبابيلٍ وتكسِر كلَّ تِرسِ
وتلك ملائكٌ تغدو جسورا
تُطهر أرضنا من كل رجسِ
بطولاتٌ وأمجادٌ أراها
تُذَكِّرني ببَدر في التأسِّي
فكلتا الحسنيين لنا حليفٌ
وكان السعد تعويضا لبؤسي
عبرت مخاوفي وكسرت صمتي
أُلَوِّح رايتي ورفعت رأسي
تعددت المنايا غير أني
مُنحتُ الخلدَ بعد مرار كأسِ
هنا نُلت الشهادةَ واطمأنَّت
بنصر الله أركاني وحِسِّي
بجنات الخلودِ سألتُ ربي
لِما أدركت من عزٍ و وأنسِ
أود العَودَ للأوطان إني
((تنازِعُني له في الخُلدِ نفسي))
أنا المصري لا أخشى ضِباعا
أنا العربيِ جَدِّي فخرُ عَبْسِ
أنا المصريُّ والتاريخُ أرضي
زرعتُ كرامةَ الدنيا بفأسي
بنيتُ حضارةً ومَحَوتُ ذُلًّا
وسارَ الخَلقُ خَلفي للتأسِّي
أُلبي اليومَ مَكةَ قصدَ حَجٍ
قريبا عائدًا من أجل قُدسِ